تنتشر الصيدليات التي تبيع الأدوية الطبية في مملكتنا الغالية بشكلٍ كبير وهي تضاهي حالياً عدد البقالات والمحال التجارية، ومعروف أن هذه الصيدليات لا تقتصر على بيع وتوفير الأدوية العلاجية والطبية فحسب بل تبيع وتوفر بعض المستلزمات التجميلية ذات الطبيعة الطبية، بالإضافة إلى المنشطات بكل أنواعها وغير المنشطات فيما يخص بعض موانع التدخين ومنظفات الجسم وغيرها، وهذه المواد التي ذكرتها أخيراً غير الأدوية ليس لها ضوابط لا من ناحية نظامية بيعها ولا تاريخ نهايتها أو سلامتها على جسم الإنسان، والجميع يُدرك ذلك لكن الأخطر يا ملاك وأصحاب الصيدليات هو ممارسة الصيدلي البائع بهذه الصيدلية، حيث روى لي أحد العمالة وأنا أعرفه جيداً ومتأكداً من صحة كلامه من الألف إلى الياء، حيث قال لي إن أحد الصيادلة الوافدين يبيع في إحدى الصيدليات وحده ويسكن فوق مقر الصيدلية ويشتري أدوية معينة من سيارات التوزيع لهذه الأدوية ثم يقوم بوضعها تحت كاونتر البيع الذي يجلس أمامه وعند دخول الزبون يبيعه من الأدوية العائدة له ويترك أدوية المالك التي تملأ رفوف الصيدلية فإذا صرّف كامل كميته العائدة له عاد ليبيع أدوية الصيدلية كما يشتري الأدوية الأخرى ذات الطابع غير الطبي مثل المنشطات التي لا يحكمها الترخيص أو التاريخ أو روشتة الطبيب ويبيعها لنفسه، وقد روى لي الوافد المذكور أن هذا الصيدلاني يبيع بعض الأدوية لحسابه بفارق ربح يصل عشرة ريالات لعلبة الكبسولات، ويستطرد الوافد فيقول اشترى هذا الصيدلي أمامي كرتوناً لأحد المنشطات بأربعمئة وخمسين ريالاً بضاعة مبيعة لأحد المواطنين بسبعمئة ريال خلال يومين فقط وهكذا، وأضاف أن هذا الصيدلي يدخل لحسابه شهرياً من مبيعات هذه الأدوية التي يشتريها ثمانية آلاف ريال، بالإضافة إلى راتبه الشهري البالغ ألفاً وسبعمائة ريال، فلو نظرنا إلى العائد عليه من هذه الطريقة لوجدنا أنه يستنزف سنوياً ما يزيد على مبلغ ستة وتسعين ألف ريال من مبيعات الصيدلية لحسابه الخاص والتي يُفترض أن تعود لصاحب الصيدلية ومن ثم للاقتصاد المحلي، ولك عزيزي المواطن ومالك الصيدلية أن تقدر هذا المبلغ لآلاف الصيدليات بالمملكة يذهب هدراً للخارج وبالعملة الصعبة، ولأنه يظهر أن ما سبب لهم هذه التسهيلات ثم التفكير في استغلال الصيدلية لممارسة تجارته هو عائدٌ بالمقام الأول لضعف الرقابة على الصيدليات من الملاك ومراقبي وزارة الصحة واكتفاءالمالك بإرسال المراقب من قبله في الأسبوع أو الشهر، وقد يكون هذا المراقب من بني جلدته أو متضامناً معه أو يمر عليه مرور الكرام ولا يهمه التدقيق بقدر ما يهمه أن الصيدلي يورد دخلاً للكفيل بشكل مرضٍ وغير ذلك لا يهم.
إن المطلوب يا ملاك الصيدليات تغيير استراتيجيتكم لمتابعة صيدلياتكم والرقابة عليها لأن هؤلاء يمكنهم التسبب في إقفالها فيما لو تمادوا في بيع كل شيءٍ لهثاً وراء المال الذي يرونه مغرياً لهم أمام غياب الرقابة من المالك أو الوزارة، ومطلوب يا وزارة الصحة الرقابة الدقيقة والتفتيش المفاجئ ومراقبة دخل الصيدلي من خلال تحويلاته البنكية كما هو متبع في مثل هذه الأمور.
شقراء