هل نحن بالفعل نحب المجاملة؟ الجواب: «نعم». ونحب البساطة؟ بكل «تأكيد». وماذا عن المظاهر؟ لاختلف اثنان فيها. ولكن ما المجاملة والبساطة والمظاهر التي يشتهر بها أبناء المملكة العربية السعودية؟
لنبدأ بالمجاملة: «والتي هي صفة يتصف بها كل مواطن ومواطنة سعودية.لا أريد أن أقول إنها صفتنا في المملكة بل هي صفة لكل أبناء الأمة العربية من الخليج إلى المحيط. والمجاملة هي أن تجامل الناس على حساب نفسك, فمثلاً جيبك (فاضي)، ومع العلم تقرض جارك بعض النقود لحل أزمته. وهذه شهامة المواطن السعودي.
ونحن شعب يحب العفوية والبساطة. نعم نعترف بأننا في المملكة لا نحب التعقيدات في الدنيا, وهذا يجعلنا في بعض الأوقات بعدم الالتزام بأبسط قواعد الحياة وبروتوكولات الدنيا العصرية.. مما يجعلنا أيضاً شعب فوضوي لا يلتزم بأي مواعيد.. وزياراتنا لبعضنا البعض لا تسبقها مواعيد.. ونتدخل في شؤون بعضنا البعض من غير قصد.. لكن هذه العفوية والبساطة هي طبيعية لا تضر أحداً.
أما حبنا للمظاهر فهي غريزة بشرية... ولكن علينا ألا نشطح كثيراً بحبنا للمظاهر.. فنحن في بعض الأوقات نتظاهر بأشياء لانملكها, فمثلاً ندّعي أننا أغنياء والديون تغطينا من قدمنا حتى رأسنا, وأحياناً ندّعي أننا شعراء وأدباء وكتاب ونحن لا نفقه الشعر ولا نعرف طريق الثقافة والأدب أو حتى قواعد الكتابة.. فيضطر بعضنا إلى أن يشتري قصائده, ويسرق بعضنا حقوق الأدباء والكتاب الآخرين وننسبها لأنفسنا, ضاربين حقوق المؤلف عرض الحائط.
وسبق لغيري أن اتهم بعضاً من شعبنا السعودي بالقول: «نحن شعب اتكالي في كل شيء.. شعب لا يحب أن يعمل وأن عمل لا يخلص في عمله إلا من رحمه عز وجل وهم يعدون على أصابع اليد الخمسة في كل وزارة وإدارة وشركة.. وهذه عادة جديدة كسبها شبابنا السعودي من الثورة التقنية التي حولته إلى (جهاز بلاك بري-وآي فون-وآي باد-وتويتر-وفيس بوك...إلخ»).
وبصفتي مواطناً سعودياً غيوراً على وطنه ومحباً لشعبه ومنفذاً لتوجهات وقوانين ومبادرات ولاة أمره, ومستفيداً من الإنجازات التي حققها شعبه بقيادة حكيمة من ملكه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز-حفظهما الله ورعاهما-أحب أن أقول وأعترف: «بأننا بالفعل شعب مجامل ويحب البساطة ويؤمن بالمظاهر والتي لا تضر ولا تسيء لأحد.. ولكننا في الوقت نفسه شعب مبدع ومكافح وصبور وأيضا مديون.. شعارنا نعيش لحظتنا.. نحافظ على أداء صلواتنا وصيامنا وزكاتنا بقناعة.. نحن شعب يصبر حتى نهاية الشهر في انتظار راتبه.. ولكن أسواقنا مليانة.. والمطاعم مليانة.. والفنادق مليانة.. والمنتزهات.. والكل يقول: «الحمد لله». نحن قادرون على النجاح على التفوق والمنافسة والفوز (إن أردنا ذلك). نحن شعب يطبق الأنظمة والقوانين خارج أسوار بلاده,, وفي الداخل يفتح الله.
كلمة أخيرة أحب أن أقولها عن شعبنا السعودي:»مهما اختلفت أصولنا وفصولنا.. قبائلنا ومناطقنا.. مذاهبنا وطبقاتنا.. الغني فينا سعودي.. والفقير سعودي.. نختلف أحياناً.. ولكن لا نفترق أبداً.. ما دامت قيادتنا هي أقرب إلى قلوبنا وعقولنا وأجسادنا.. الله يعزك يا وطن.. يا شعب.. يا ملك!
farlimit@farlimit.comالرياض