لم أكن أنوي العودة لهذا الموضوع لولا أنني تلقيت أعداداً من الاتصالات الهاتفية بعد أن نشرت هذه الجريدة المقروءة بحق وحقيقة مقالي المعنون تحت اسم (ابتزاز الفتيات جريمة عصرية وكارثة أخلاقية) الجزيرة الأربعاء 27-9-1433هـ... لقد كانت الاتصالات العديدة تحمل بين ثناياها قصصاً مؤثرة.. وعبراً حزينة.. ومواقف دامية، تخيلوا أحبتي أن أباً يبكي حزناً.. ويتقاطر أسى.. وينهمر حسرة لأنه صدم بابنته التي اكتشف أنها كانت ترافق شاباً ضحك عليها وخدعها في براءتها وصار يخلو بها مرة تلو المرة وعندما أراد الله تعالى أن يبين سوءاتهما حملت البنت واختفى الشاب عن الأنظار بعد أن فعل فعلته الشنعاء.. لكنه لم يستمر في اختفائه طويلاً وتم القبض عليه متلبساً بكارثة أخرى مع فتاة ثانية جاءت وافدة مع والديها الذين يعملون في بلادنا وقد مارس معها الاختلاء عدة مرات ولما كشفوا عن جواله وجدوه يمارس فضائحه تلك إما اغتصاباً أو بالاتفاق والتراضي عن طريق المخادعة والمراوغة وقد أخذ جزاءه الأوفى. وفي موقف آخر يرويه شاب في العشرين من عمره يقول رمت بي الأقدار ذات مرة في السوق فلما هممت بركوب السيارة إذا بفتاة تسارع للركوب معي، وعندما حاولت إفهامها أنها مخطئة قالت لا لست مخطئة أنا أريد (الفزعة) هناك من يلاحقني ويراودني عن نفسي.. وهنا كان الشاب ذكياً فطناً ونزل من سيارته ووقف غير بعيدا عنها، واتصل بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين كانوا على مقربة من المكان فحضرت الهيئة وأفهمهم قصة الفتاة التي تركب سيارته، وجاءوا للفتاة وسألوها عن الحقيقة فأكدت لهم صدق مقولة الشاب. وسألتها الهيئة وأين هم؟؟ وأعلمتهم أن أحدهم يتصل بها أثناء الملاحقة، وتم وضع الكمين لهؤلاء الشبان للقبض عليهم. نحمد الله أن يكون بيننا من يحمل في نفسه نزعةً أخلاقيةً ووازعاً دينياً يمنعه من انتهاك أعراض الناس وكشف أستارهم.. وما زال بين ظهرانينا من يزيّن له الشيطان أعماله فينزلق مزالق الخطر غير عابئ بالعواقب الوخيمة والنتائج العكسية على الأسر والعائلات.. كفانا الله وإياكم الشرور وحفظ الله أعراض المسلمين من الغوغائيين والمراهقين.
Sanksa2010@hotmail.com