يبدو أن أغسطس شهر الفضائح العالمي بامتياز، فبعد فضيحة شراء المتابعين لكثير من المشاهير، والتي اقترح تسميتها بفضيحة» بيض- قيت»، برز على السطح فضيحة أخرى تتمثل في توظيف بعض المشاهير لبعض مريديهم من الشباب «المغيب» من الجنسين برواتب شهرية مجزية، وذلك بغرض مهاجمة كل من يتعرض لهم، ومن المعلوم أن الأصوات العالية توحي بالغلبة، مهما كانت قلتها، وقد أصبح أحدهم شهيراً بهذا الخصوص، إذ ما أن يتعرض لجنابه أحد بالنقد، إلا وتنبري تلك الأصوات المسعورة مستخدمة كل ما لا يخطر على بال من الشتائم والسباب، واللغة السوقية، والغريب أن الذي وظف هؤلاء لم يسبق له أن اعترض على ما يكتبوه، رغم ما فيه من مخالفات شرعية، فسبحان الله العظيم على كل حال!.
الأمر الآخر هو ما حدثني به ثقة من أن بعض المشاهير يستغل شهرته للتكسب، فعندما يذهب إلى الأسواق التجارية يهدي عليه المعجبون من الباعة ما يريده مجاناً مهما غلا ثمنه، ومن المسلم به أن العرف يقتضي أن تدفع لمن أهداك أكثر من المبلغ المطلوب بطريقة غير مباشرة. هذا، ولكن هؤلاء المشاهير المحليون يستمرؤون هذا العمل، ولا يدفعون ريالاً واحداً!، وعوداً على قضية « البيض»، فقد تناقل الناس طرفة بهذا الخصوص تتمثل في أن أحد أشهر «المزورين» غضب -حسب ما يقال- عندما اتصل عليه ابنه، وطلب منه أن يشتري «بيض»، فقد أعتقد أن ابنه يتهكم به!، مع أن الابن المسكين كان صادقاً فيما قال، إذ طلب منه أهل المنزل أن يتصل بوالده لهذا الغرض!.
وعلى كل من يعتقد أن «التزوير» حكر على مشاهيرنا أن يعيد حساباته، إذ يبدو أن الشهرة وطلب المزيد منها داء عالمي، فلا زالت وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن فضيحة من العيار الثقيل بطلها الإعلامي الشهير الأمريكي المسلم من أصل هندي فريد زكريا، صاحب المقالة التاريخية بعد أحداث سبتمبر « لماذا يكرهوننا»، فقد اتضح أنه سرق بعض المعلومات من مصدر لم يشر إليه، ثم ضمنها في مقاله، وقد وقع في شر أعماله، عندما تم اكتشاف هذه السرقة، اذ صدرت بحقه بعض العقوبات القاسية، فمثل هذه الجرائم لا تغتفر في المجتمعات المتقدمة، ولعلي أطلب من خصوم السيد زكريا أن يبحثوا في حسابه على تويتر، فقد يكون له نصيب من البيض الأمريكي والمستورد!، ولابد أن أشير قبل الختام إلى أن السيد زكريا -كمعظم مشاهير الإعلام الأمريكي من أصول أجنبية- يعتبر أحد أقطاب المحافظين الجدد، مهما نفى هذه التهمة عن نفسه، فأستاذه هو صامويل هنتنقتون، ولذا فإن مواقفه السياسية المحافظة هي التي صنعت له هالة لا يستحق كثيراً منها، فحمداً لك الله على كل حال. فاصلة:» أيها الأمريكيون: نحن وإياكم سواء، فلدينا مزورون، ولديكم أنتم كذلك».
ahmad.alfarraj@hotmail.comتويتر @alfarraj2