كانت القائمة التي أعدتها مجلة «فوربز» العالمية عن أقوى «مائة سيدة في العالم» مناسَبة جديدة للغمز واللمز والقدح بالخليجيين من قبل بعض الأشقاء العرب، وذلك لأن جميع النساء العربيات الثلاث اللاتي تضمنتهن القائمة كن خليجيات.
ورغم أن هذه القوائم والتصنيفات التي تصدر عن مؤسسات إعلامية أو علمية قد لا تكون دقيقة تماماً وأن هناك اعتبارات «شكلية» و»إجرائية» قد تؤثر سلباً أو إيجاباً في تحديد أهمية شخصية ما أو مؤسسة من المؤسسات فترفع بعضها أكثر من أهميتها الفعلية أو تهبط بها إلى مستوى يقل عن أهميتها الحقيقية، إلا أن هذه القوائم ربما تنفع أحياناً أن تكون «مؤشرات» يستدل من خلالها، ضمن مؤشرات وأدلة أخرى، على أهمية الشخصيات أو المؤسسات التي تتم المقارنة بينها.
غير أن الملاحظ أن بعض إخواننا العرب بالغوا في انتقاد قائمة «فوربز» بل وحتى السخرية منها لأنها احتوت على ثلاث نساء خليجيات، ويبدو من ردود الأفعال أن هذه الأصوات الناقدة ما كانت لتتحدث عن القائمة بمثل هذه المرارة والسخرية لو أنها لم تتضمن نساء خليجيات وكانت جميعهن من «الخواجيات» الغربيات أو من أي مكان آخر في العالم!
كالنت التهمة الرئيسة، الصريحة والمبطنة، أن النساء الخليجيات لابد أن يَكُنَّ قد اشترين «تذكرة» الدخول إلى هذه القائمة بالمال وليس بكفاءتهن. وهذه التهمة الجاهزة تطال أي إنجاز خليجي في أي مجال. فما زال إخواننا في العديد من الدول العربية لا يريدون تصديق أن المنطقة الخليجية قد تغيرت ليس في مجال التنمية الاقتصادية المادية فقط وإنما أيضاً في المجالات العلمية والثقافية وغيرها.
سمعت حواراً في إحدى الفضائيات عن قائمة «فوربز» شارك فيه متحدثون ومتحدثات من عدة أقطار عربية، وكانت مداخلاتهم تتمحور حول نقطة واحدة هي التشكيك في أمانة اختيار الخليجيات وأحقية غيرهن من النساء العربيات حتى أن واحدة من المتحدثات بلغ بها الحماس والاستطراد أن خرجت عن الموضوع بالكامل لتتحدث عن الملكة بلقيس والملكة زنوبيا ناسيةً أن قائمة فوربز هي عن نساء معاصرات، وبالتحديد عن نساء عام 2012، وأن مقاييس الاختيار معلنة، ومنها المعيار المالي، وهذا ما جعل السيدة الكويتية «شيخة البحر» التي تدير بنكاً تبلغ أصوله أكثر من واحدٍ وخمسين مليار دولار وفروعه 176 فرعاً حول العالم تدخل القائمة في المركز 85؛ يضاف إلى ذلك أن مجلة «فوربز» هي في الأساس مجلة تعنى بشؤون المال والاقتصاد.
صحيح أن المال أفسد لدينا أشياء كثيرة نبيلة، وصحيح أن المرأة في بعض الأقطار الخليجية لا زالت تعاني وتفتقد أشياء نالتها المرأة في جميع أنحاء العالم، لكن الصحيح أيضاً أن المرأة الخليجية حققت إنجازات كثيرة نفتخر بها؛ وقد حققت كل ذلك رغم الظروف..!!
alhumaidak@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض