|
كتب - المحرِّر الفني:
يظلُّ محمد عبده علامة «تجارية» بارزة في خارطة الفن العربي، متصدِّراً قمّتها منذ عشرات السنين، وهو أيضاً «شوكة» في خاصرة الذين لا يريدون للفرح والطرب أن يسري في شراييننا.
فنان العرب هو الفنان المثير حركة وسكوناً، وحديثاً وصمتاً، حتى وإنْ تعرّض لـ»عارض صحِّي» فإنّ بمقدوره تحريك ماكينة إعلامية وشعبية لا تهدأ تداعياتها شرقاً وغرباً.
من المؤسف أن يصل البعض إلى الرَّكض خلف «غبار» الشائعات، وخاصة جهات إعلامية كبيرة يُفترض بها «المهنيّة» والتدقيق والتمحيص في صحّة الأخبار التي تردها وحتى لا تكون جزءاً من المشكلة.
وبقربنا الذي نفخر به من محمد عبده، فإننا نعرف جيداً أنّ هناك أشخاصاً لا يحبونه (وهي سنّة الحياة)، ونعرف جيداً أنّ لهم أسباباً «ماتت» منذ زمن لكنهم للأسف ما زالوا متوقِّفين عندها، ويحاولون بين فترة وأخرى نفض غبار سنينهم ليقولوا لنا: نحن هنا!
هؤلاء الناس فقدوا مصداقيّتهم، وفقدوا أوراقهم، ولم يخلقوا لأنفسهم خطوة واحدة تستحق الاحترام، وليتهم حين انحسرت الأضواء عنهم طبّقوا قاعدة النأي بالنفس عن خير فنان العرب وشره.
لست «عرَّافاً» ولا أدّعي المعرفة بالمستقبل، لكنني حقيقة قد توقّعت هذا المشهد الذي حدث الأربعاء الماضي، ولم أملك أمام هذه «المهزلة» سوى التمدُّد قليلاً ثم الضحك على متردِّية الناس ونطيحتهم.
وأستشعر قلق الشارع حين تسري شائعة المرض عن قامة كبيرة مثل محمد عبده، خاصة وأنّ المقرَّبين منه يعطوننا المعلومة، لكنهم غير مخوَّلين أبداً باستخدامها في وسائل الإعلام، ونعلم تفهُّمهم بوجوب مكتب متخصِّص لفنان العرب «يدحض» الشائعات ويجيب على الأسئلة ويغلق الباب أمام التأويلات، لكن محمد عبده لا يريد ذلك، وكلٌّ حرٌّ فيما يراه مناسباً حتى وإنْ اختلفنا معه.
لا نريد ذرَّ الرّماد في العيون، ولا يمكنني القول بأنّ البعض ينطق أو يكتب عن فنان العرب «بحب» بل هناك من «يكرهه»، وأقول ذلك لأنني أعرف ما يدور حولي وأسمع وأرى هذا المنطق الأعوج الذي يسيرون عليه دون هدى، ومحمد عبده مثله مثل غيره يحبه كثر ويكره آخرون.