** قد يستغرب القارئ هذا العنوان !.
عادة عندما يحب المرء شخصاً أو شيئاً يدنو منه، ويقرب دياره من دياره.
لكن أن تحب شيئاً وتحرص على الابتعاد عنه فهذا هو المستغرب !!.
لقد أوحى إلى هذا العنوان أخ حكيم هاتفني قبل أيام ليفيدني بسفره إلى خارج المملكة وسألته متى ستعود قال: عندما ينتهي موسم “الرطب”! قلت وما العلاقة بين موسم الرطب وعودتك؟ قال: نعم “الرطب”! هو السبب على الرغم من أنني أعده أحلى وألذ غذاء ولكن مع هذا فأنا أنأى عنه وسأذهب إلى بلد يندر فيه التمر، قلت له: لقد زدتني غرابة كيف تبتعد عنه وأنت تحبه، وبعدها جاءني جوابه الذي يفيض بالحكمة والإرادة قال: إنني فعلاً أحب التمر “الرطب” ولكنّ لدي “سكر” وأنا عندما أرى “الرطب” لا أقاوم رغبتي لذا رأيت: عدم مطاوعة شهيتي له فكان الخيار أن أذهب إلى مكان لا أجد فيه التمر فكيف بالرطب؟.
من هنا أكبرت قوة إرادته حيث جعلها تنتصر على رغبته حفاظاً على صحته.
لقد تذكرت مقولة أخاذة بصدقها وعمقها للإمام ابن القيم - رحمه الله - يقول فيها: “من أحبَّ شيئاً عُذّب به”!.
وقد صدق فالمحبون للأشخاص أو للأشياء يتعذبون بهذا الحب إما بالحرمان أو النأي.. وأحياناً يتعذبون حتى الدنو والقرب !.
***
=2=
** أسعار فنادق مكة
أين هيئة السياحة
** هل هذا معقول!
سعر غرفة فندقية بفنادق مكة المكرمة قرب الحرم وصل إلى عشرة آلاف ريال فقط لا غير! (صحيفة عكاظ 15-9-1433هـ)
أي جشعٍ هذا؟
وأي استغلال لمن جاؤوا للعبادة وليس للترفيه، قد يقول البعض لماذا يوافق بعض الناس على هذا السعر؟!
لكن أنا لا أنتقد الساكن الذي أراد أن يبذل من أجل العبادة وليس من أجل الوناسة، لكن أنتقد بشدة مبدأ استغلال هذه الفنادق!
مرة أخرى هل يُعقل أن تصل الأسعار إلى هذه المبالغ الفلكية؟!
أين الرقابة أين ؟.. أين وضع أسعار معقولة ومكة المكرمة شرفها الله أصبحت طوال العام في موسم!
? السؤال الأهم هو أين هيئة السياحة؟؟!!
***
=3=
** أين الله وكفى
** روى عبدالله بن دينار، قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من مكة، ووقفنا ببعض الطريق فنزل علينا راعٍ من الجبل فقال له عمر: يا راع بعنا شاة من الغنم. فقال الراعي: إنها لسيدي، فقال له عمر مختبراً: قل له أكلها الذئب، فقال الراعي: وأين الله؟ فبكى عمر واشترى العبد وأعتقه..!
أجل: أين الله وكفى!!
***
=4=
** آخر الجداول
- للشاعر: غازي القصيبي رحمه الله:
(( وكنتِ أمسِ بقربي، نخلةً نَثَرت
علَى هجير حياتي الظلّ والمرطبا
وكنتِ شلاَلَ حب, ما شكوتُ ظمأ
إلا أطلّ على دنيايَ وانسكبا ))
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576 ---- تويتر @halkadi