الجزيرة - الرياض

سيكون التوقف لبضع دقائق أو ربما أكثر من ذلك أمراً محتملاً جداً بالنسبة لمتابع تويتري يقدّر له أن يصادف حساب المؤرخ أحمد العريفي، فالحساب الذي تتزين خلفيته البصرية بعدد من قصاصات الصحف القديمة، لا يكشف فقط عن شخص يمارس اهتمامه التوثيقي في موقع التواصل الاجتماعي الشهير، وإنما يتيح كذلك فرصة جيدة لمقارنة كثير من ملامح المراحل الزمنية الماضية بالوقت الراهن من حيث طبيعة المعطيات والاهتمامات وكذلك المشروعات المرتبطة بتلك المراحل.

ولكي تتضح لك الصورة أكثر.. فكر ما الذي ستفعله حين يخبرك أحدهم مساء اليوم مثلاً أن سعر المتر لقطعة أرض في السليمانية سيكلفك خمسين ريالاً فقط؟.. أو خذ لديك معلومة تقول إن مياه الرياض كافية لمائة وعشرين عاماً وذلك بمعدل استهلاك يصل إلى 20 مليون جالون يومياً، والعبارة هنا تعود إلى أرشيف الجزيرة قبل 47 عاماً، أما مشروعات المياه والمجاري في جدة ستكون مفيدة على مدى 100عام والعهدة على قصاصات الجزيرة التي تحدث عبرها مدير مصلحة المياه في الغربية قبل 27 عاماً من الآن. مجموعة الصور الأرشيفية التي ينشرها العريفي على صفحته تتيح للقارئ أن يعيد تخيل المشهد بشكل بديهي قبل أن يجرب ذلك النوع من الابتسامة وهو يقف بين واقعين متباينين كليا بحكم المتغير التنموي والاقتصادي والاجتماعي الهائل الذي أعاد تشكيل المعادلة من جديد، وهو بذلك يكشف عن هذا الجانب بالغ الأهمية في العملية التوثيقية والذي قد يكون غائباً عن الكثيرين.