ما رأيك أن تقوم بزيارة فريدة من نوعها لم تقدم عليها في حياتك كلها؟ لأناس يعيشون في هذه الحياة إلا أنهم مغلفون عنها!

إلى أين؟

أبنية كثيرها غير بعيد عنك تحتضن إخوتك وتدعوك بحفاوة إليها فإليك هي:

1 - دور الأيتام والإيواء: فقد الأبوين أسى يكابده محرومون ليلا ونهارا.. وقد حان لك أن تقف معهم بضع ساعات..تنزع نظرة الشفة من عينيك وتحلل البسمة على فوك.. تسلم عليهم كبارا كأنهم أحبابك المقربون وتمسح برفق على رؤوسهم صغارا، تقضي معهم وقتا ماتعا لا تبحث عن عيوبهم أوحكاياتهم! أوعيوب المكان أونواقصه التي قد لاتتوفر في منزلك أولا!حقق غرض زيارتك وأدخل السرور عليهم اغتنم كل دقيقة لتواجدك في إدخال البهجة إليهم إما بمسابقة أوقصص أواللعب لعب الذكاء والرياضة مع الكبار ولعب الحركة مع الصغار.

2 - دور المسنين: لا أوجع ألما على الإنسان من الفقد ويزداد الألم كلما تقادم الإنسان في العمر وكيف به إن كان فقد خذلان من فلذات الأكباد, من أفني العمر لأجلهم! حكاية الوجع وأعاجيبها في دور المسنين إلا أن مشاهد الأنس تحل سريعا على قلوبهم الشفافة ما أن يقدم زائرا عليهم وإن كانوا في أشد آلام المرض إلا أنهم يأنسون بإنصاتك وقربك ويرون فيك بقايا رجاء في أبنائهم لعلهم يعودون!! زيارتك لهم تؤنسهم وتسري في دمائك قيم الحياة فتُذَكِّر المقصرين وتَتَذكَّر البر المضاعف بوالديك أكانوا أحياء أوأموات.

3 - الهِجر والأحياء الفقيرة: مالك وطعامك وكساؤك مما تقدمه ليأخذ طريقه إلى الفقير..جرب حراك قدميك وأن تتلمس الحاجة الفعلية لكل بيت ثم تعود مرة أخرى فتقدمه وقد نلت ثوابا مضاعفا وتهذيبا لنعيم تقيم فيه.

4 - مراكز التأهيل الشامل: الإعاقة الجسدية كالشلل وعدم وجود أحد الأطراف أوالعقلية كالتوحد أومتلازمة داون وغيرها كما تثبت الإحصاءات لدى الأطفال في ازدياد وهنا الأهم ففي الطفولة تتشكل النظرة إلى الحياة وما ارتقى معظم العلماء رغم إعاقتهم إلا أنهم وجدوا من يقف بجانبهم.. اشكر الله على عافيتك وبنيك بزيارة تسعد أرواحهم وتشدد من هممهم وكن لهم ملهما وأخا صديقا متمثلا «لا إعاقة مع الإرادة».

5 - المستشفيات المتخصصة: مرضى الدم والسرطان والكلى والقلب.. وغيرها يعودون المستشفيات ربما أكثر من أحبابهم.. إن رافقت أحدهم أوأوقدت همتك بزيارة فابدأ بالتبرع بالدم ثم تلمس حاجاتهم وشمر ساعديك لمساعدتهم فهي بسيطة عظيمة لاتعدو تحريك وسائد أوسرير! قَدِّم معها مبسمك والحلوى والحكايا التي تسر.

حقيقة!

قد تمنع البعض رقة قلوبهم ورحمتهم ويخشون أن تغالبهم الدمعة فيحجمون عن مثل هذه الزيارات فأقول هذا طبيعي وماعليهم كي يحسنوا التحكم بمشاعرهم أن يستحضروا الثمار الهائلة التي سيجنيها الآخر فضلا عن بقائهم وأيضا ما سيناله هو من هذه الزيارة من سمو إنساني يطهر عن دنايا الدنيا وأجر رباني يُصعِّد لفردوس عليا, قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا.

وبعض أحسبهم قلة في خيرية هذه الأمة قد لا يرى أي ضرورة وحاجة لمثل هذه الزيارات فالغير متكفل بها! فأقول أمخلد أنت في بحبوحة العيش وسلامة العافية وهل المكلفون لايحتاجون عونا ويدا تشد من أزرهم وتذكرهم بأجرهم فيستحثوا الخطى ويواصلوا العطاء.. ألا تريد اليقظة والتغيير والراحة والقرب من الله وأحبابه ولا تجد مايحفزك ويوقظك؟, وهل تراها تستمر الحياة في المشاغل بلا أثر لما بعدها؟، جرب زيارة واحدة تقدم بها مما وهبك الله إياه على أن تخلص النية والحظ عظيم الفرق!.

الآن.. الآن

لامس أرقام هاتفك أومحرك البحث في الشبكة العنكبوتية وابحث عن أرقام وجهتك القادمة..خاطب المسئول بغرض زيارتك واسأل عن الزمان ومايناسب المكان والأفراد المقيمون فيه من حديث ومطعم وهدايا.. جدول زياراتك وإن شئت فعلا جميلا وسع خيريتك وادع أقاربك أو أبنائك أو أصدقائك أومن شئت لمرافقتك، على أن تتذكر.. في نفسك لاتقبل عذرا وهوانا ليكن العزم في الخير ديدنك الذي لايقبل استثناءاً وانعم بالخير الذي سيروي دنياك ويظل لأخراك.

هدى بنت ناصر الفريح