|
بريدة - خاص بـ «الجزيرة»:
أهاب الدكتور فهد بن عبدالرحمن اليحيى الأستاذ المشارك في قسم الفقه بجامعة القصيم بأفراد المجتمع بعدم إيواء الخادمات، أو السائقين الهاربين من كفلائهم، معتبراً أن من يقدم على هذا السلوك مخالفاً لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ومضراً بالكفلاء بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة.
جاء ذلك في إجابة لفضيلته على سؤال لـ»الجزيرة» حول زيادة قيام بعض ضعاف النفوس بإيواء الخادمات أو السائقين الهاربين من كفلائهم الذين أنفقوا على استقدامهم الأموال الطائلة، معتبراً من يقدم على إيواء خادمة هاربة أو سائق هارب تعد على حقوق الآخرين وإعانة على الظلم والإثم والعدوان، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ليس منا من خبب امراة على زوجها أو عبداً على سيده) أخرجه أبو داود وصححه الألباني، والتخبيب معناه إفساد العلاقة ففي هذا الحديث تحذير من هذا الصنيع الشيطاني.وللأسف فمن الناس من يفسد المكفولين على كفلائهم ليعملوا عنده مع ما في ذلك من الوعيد، وبعضهم يتخذ ذلك مهنة، وآخرون قد لا يفسد العلاقة ولكنه يؤوي من ترك كفيله وقد يستفيد من هذا الإيواء بتبادل المصالح. وخلص د. فهد اليحيى إلى القول: إن إيواء مثل هؤلاء لا يجوز فهو يتضمن عدة محذورات منها المشاركة في المعصية فإن الهروب من الكفيل معصية إذ هو نقض للعهد ، ويخشى على من آواه وساعده وتستر عليه أن يناله نصيب من الوعيد النبوي الذي ثبت في الصحيحين: (لعن الله من آوى محدثاً) ومنها الإعانة على الإثم والعدوان قال الله سبحانه: {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ففيه إعانة على الإثم من هذا الشخص ومن غيره حيث يشجعهم على ذلك وهو معتدِ لأنه تعدى على حق كفيله، ومن المحذورات ما يتضمنه من مخالفات للأنظمة التي فيها مصلحة الوطن والمواطن.