اثنان لو بكت الدماء عليهما
عيناي حتى يؤذنان بذهاب
لم يبلغ المعشار حقهما
فقد الشباب وفرقة الأحباب
في فجر يوم الأربعاء 20-9- فجعت أسرة آل مصبح بفقد الحفيدين الشابين البارين (محمد عبدالله المصبح 19 سنة وعبدالإله عبدالله النجراني 23 سنة) فاجعة هزت الكيان وفجرت المدامع هزت الكبير والصغير، إنه لخطب مؤلم وحدث موجع وأمرّ عظيم، دموع لا تفارق العين وجمرة تكوي الكبد وأحزان في النفس وعلة لا تبرى إلا بالصبر. محمد وعبدالإله...
إن فقدكما نار تشتعل بالصدر حطبها الحزن وحر نارها الدمع واشتعالها بالذكريات، لقد رحلتما وخلفتما وراءكما بصمة عظيمة وهي حب الخير وخدمة الآخرين، فما تزال خطوات الخير معلقة في قلوبنا، رحلتما وتركتما قلوبنا أنينها بعدد قطرات البحر وحبات المطر فلم تزل نبرات صوتكما ترفرف في أذننا، رحلتما بأجسادكما لكن صوركما لم ترحل كل مكان في البيت يذكرنا بكما طيفكما يناجي صوتكما ينادي.
كم زمن نحتاج كي تستسيغ قلوبنا مرارة الخبر ويمر علينا ذكركما بلا دمع، ونحفر في ذاكرتنا محمد رحل وعبدالإله رحل.. كم زمن نحتاج لنلصق أشلاء قلوبنا وندرك أن الحياة بلا محمد وبلا عبدالإله.
رحلتما فمصابنا فيكما جد عظيم؛ فكل ما يحيط بنا يبكي فقدكما، لكن ما يثلج صدورنا ويبر حر مصابنا المنظر الحسن الذي رأيناكما فيه بعد أن أخذ الله أمانته والجموع الغفيرة التي ملأت المسجد للصلاة عليكما وتعزيتنا فيكما.
مهما كتبت عنكما لن أوفيكما حقكما ولا الأيام تنسى ما قدمتوه من خير فيعجز والله حبر قلمي عن التعبير عن مدى الحزن الأليم الذي يلج في فؤادي وعن مكانتكما في حياتي فيااااااحرقة فؤادي على فقدكما.
مات الحبيب ولكم نزفت على فقده.. مات وترك جرحاً ينزف بالدمع.. فعزائي لك قلبي فقدك من تحب. رحمكما الله رحمة واسعة وغفر لكما وأدخلكما فسيح جناته وجمعنا في الفردوس الأعلى.
نورة المصبّح