هل من الواقعي أن نعطي آذاننا لمن يُحدثنا عن نهاية الهواء؟!
العالم، كما يزعم علماء أمريكيون، في طريقه إلى زمن الهواء الذي يجفّ قبل.. المساء.
ستُحتّم الضرورة المستقبلية لسكان الأرض، “التقشّف!” في استهلاك الأوكسجين.
إنها المادة الوحيدة، التي ستُشكّل “عنصر المعاناة” في حضارة النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين. لكن هذا التقشّف الاضطراري لا يعني الحدّ من الكميات المستهلكة، بل “الحدّ!” من مُستهلكيها.
ولن يكون من الضروري لـ”الحدّ” من مستهلكي الأوكسجين استخدام القنابل النووية للتخلّص منهم، لأنها ستكون قنابل تمتلكها الدول المتخلفة وحدها، بالنظر إلى إشعاعاتها “الوسخة”.
في عصر الفضاء الخارجي ستتوافر الأشعة “النظيفة”، التي يكفي تسليط قدر بسيط منها على مدينة مثل بكين، لتتحول هذه المدينة العملاقة إلى مقبرة.. عملاقة.
بعدها سترتفع في الفضاء كمية احتياطي الأوكسجين، بشكل يسمح لأبناء الحضارة المقبلة بالعيش في ظروف أفضل، إلا إذا حدثت حالة مضادة، فتناقصت، دراماتيكياً، كمية الأوزون، التي تُؤمّن التوازن الجوي للأرض. في هذه الحالة سيكون مواطنو الحضارة الفضائية المقبلة هم الأقرب إلى الموت.
ثمة باحثون أمريكيون يتحدثون عن هذه المسألة، بجدية كاملة، فيقولون: “كلما اقتربنا من الفضاء أكثر، بتنا أقرب إلى الموت أكثر”.
في غضون ذلك يضحك (سيسيل لونزا)، الخبير الشديد الحماس لبرامج الفضاء الأمريكية، حين يُقال له: إن الولايات المتحدة لن تجد، في نهاية هذا القرن، زبائن لمنتجاتها بالغة التطور، إذ المسافة الحضارية ستكون شاسعة جدا بين الأكثرية المستهلكة والأقلية المنتجة.
يُعلق (لونزا) على ذلك بالقول: إن الأمريكيين لن يكونوا في حاجة قط إلى من يشتري السلع التي يُصنّعونها، إذ سيحدث حينذاك انقلاب حادّ في كل شيء، ولن يقتصر الإنتاج الأمريكي على السلع العليا الفائقة التطور، مثل ذلك “الحذاء السحري”، الذي يُمكّن من ينتعله من الانتقال، خلال دقائق محدودة، من سان فرانسيسكو إلى الرياض.
يَعدُنا خبراء الفضاء الأمريكيون بأن تُنتج مستوطناتهم الفضائية جميع المواد الغذائية التي يحتاجها العالم، وكذلك.. الشعر والموسيقى والملابس الداخلية.
- أهم شيء في العقل البشري أنه استطاع أن يبقى “عاقلاً”، حتى الآن..! أما إذا خرج هذا العقل عن العقل، فإذ ذاك سنكون أمام.. الشيطان.
- متى يظهر من بين الشعوب العربية نفرٌ، ولو كان ضئيلا، من الخبراء الذين تضطر الدول المتقدمة أن تستشيرهم في شؤون الفضاء، ومتى تلدُ أمهاتنا العربيات واحداً فقط، يَدرسُ أقوالـَه وأفكارَه أطفالُ شيكاغو وسيدني وروما وهلسنكي وباريس؟
Zuhdi.alfateh@gmail.com