ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Friday 31/08/2012 Issue 14582 14582 الجمعة 13 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في السنوات الماضية كانت بيوت الله ومازالت تمدّ زوّارها بالأمن والأمان النفسي، وكانت تثق الأُسر بوجود أطفالها وأبنائها فيها لفترات طويلة إمّا للصلاة أو لقراءة القرآن، أو بالانضمام لحلقات تحفيظ القرآن التي تطمئن أغلبية الأُسر في تسجيل أبنائها لأوقات طويلة بهدف حفظ القرآن، واكتساب السلوكيات الحسنة والابتعاد عن السيئة من خلال قدوتهم مشرفي تلك الحلقات. لكن للأسف الشديد بعد كثير من الأحداث الإرهابية التي شوّهت صورة الإسلام والمسلمين، وشوّهت صورة الملتحين منهم، عندما اتخذ كثير منهم من إعفاء اللحى ولبس الثياب القصيرة ستاراً لهم لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية، التي راحت بسببها أرواح بريئة وأُسر مخدوعة! وأيضاً أتخذ كثير منهم إعفاء اللحى ستاراً لهم، لتحقيق مآرب أخلاقية شاذة ذهب ضحيتها أطفال أبرياء تعرّضوا لاعتداءات جنسية، من بعض ممن تم تكليفهم بدور عظيم ألا وهو “دور المؤذن”، هذا الدور العظيم الذي لم يسلم من استغلالهم له، وتشويههم لمكانته العظيمة في الإسلام، وعدم خوفهم من تحذير الله سبحانه وتعالى بالاستهتار في بيوته التي يُذكر فيها اسمه، وينادى فيها لأداء ركن من أركان الإسلام “ألا وهو الصلاة”. قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. لكن حتى هذه الآية الكريمة التي تحمل توجيهات عظيمة لم يراعوها مقابل تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، وأهدافهم الدنيوية الدنيئة! والمصيبة أنّ الصدمات المفجعة لنا جميعاً كمواطنين تتوالى، بعدما هدأت النفوس واطمأنت كثير من الأُسر على ذهاب أبنائها للمساجد ثقة بما يلاحظوها من “مؤذن، وإمام للمصلين، وعمال نظافة” وذلك لأداء الصلاة في أوقاتها المختلفة، أو الانضمام لحلقات التحفيظ، إلى جانب الأنشطة الاجتماعية والتربوية الأخرى في كثير من المساجد الكبرى لدينا! فما أكبرها من مصيبة لنا جميعاً عندما يكون “قائد خلية الرياض” مؤذناً لأحد المساجد بالعاصمة! ذلك المؤذن الهادئ قليل الكلام، يخرج سريعاً من المسجد قبل المصلين بعد انتهاء الصلاة مباشرة ولا يهتم بأحوال المسجد! وقام بتغيير قفل مخزن المسجد ليضع المواد المتفجرة بدون رقابة له! وكان انطوائياً، وقليل الاختلاط بالناس، لكن يبدو عليهالورع والدين! ويلبس الثياب القصيرة! لكن المصلين بالمسجد لم يخطر ببالهم أنه يخطط لزعزعة أمن البلاد والتعاون مع خلايا إرهابية ! هذا النموذج المؤسف لأحد المؤذنين، قد يكون موجوداً في مساجد أخرى والمسئولون في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لا يعلمون عنهم شيئاً! هذه النماذج التي تعمل فجأة في المساجد وتختفي ويأتي من يؤدي دورها بدلاً عنها لفترات، ثم تختفي وهكذا من التغييرات التي تحدث بعلم سكان الحيّ الذين لا يستطيعون الاعتراض! ألا يكون مراقبو الوزارة هم المكلفين بمتابعتها ومحاسبة المقصرين في أداء ما كلِّفوا به من مسؤولية عظيمة في الدنيا والآخرة؟ إنها لأمانة كبرى على عاتق الوزارة، وخاصة في اختيار العاملين في بيوت الله، من حيث اختيارهم على أُسس دينية واجتماعية ونفسية سويّة تحمي مَن حولهم!

moudy_z@hotmail.com - moudyahrani@ تويتر
http://www.facebook.com/groups/381099648591625/
 

روح الكلمة
حتى بيوت الله لم تسلم منهم !!
د. موضي الزهراني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة