|
تختلف شبكية العين عن باقي أنسجة العين في كونها العضو الأكثر حساسية لاحتوائه على مستقبلات الضوء الحسية والألياف العصبية الناقلة لنبضات الضوء إلى المخ، كما أنها العضو الأكثر صعوبة في الفحص والوصول إليه لوجوده بقاع العين بالجزء الخلفي من الطبقة الداخلية، ولذلك كانت ولا تزال جراحات الشبكية والجسم الزجاجي هي التحدي الأخير لجراحي العيون. ومع تقدم وتطور التكنولوجيا أصبح من الممكن القول إن في جعبة جراحة الشبكية ترسانة مكتملة من الأجهزة والأدوات التي تجعل من الممكن علاج أكثر الأمراض تعقيدا والتي لم يكن من الممكن علاجها في السابق ومنها:
1- أجهزة الرؤية البانورامية آلية التحكم (BIOM)
والتي تمكن الجراح من الحصول على رؤية واضحة ذات مجال واسع لكل أجزاء الشبكية، كما مكنه التحكم الآلي في الحصول على صورة واضحة لكل جزء على حدة بدون الاعتماد على فرد مساعد، كما يمكن هذا الجهاز من الحصول على تكبير أكثر لأماكن محددة تمكن الجراح من التعامل الدقيق مع أدق التفاصيل وأقربها للشبكية وأجزائها الأكثر حساسية مثل تليفات المقولة.
2- أجهزة قاطع الجسم الزجاجي فائقة السرعة
والمزودة بنوعين من القواطع ذات الدفع المغناطيسي وذات الدفع الهوائي، الذي مكن من الوصول إلى سرعات قطع للجسم الزجاجي تصل إلى 2000 نبضة بالثانية الواحدة، مما ساعد على التعامل الأمن مع الجسم الزجاجي بدون الإضرار بالشبكية. كما مكن استخدام قواطع أصغر في القطر إلى عدم الحاجة لاستخدام الغرز الجراحية في بعض الحالات، مما يساهم في زيادة راحة المريض بعد الجراحة وسرعة الشفاء. كما أن أجهزة القواطع الحديثة أصبحت مزودة بالعديد من الإمكانيات مثل إضاءة الزينون أو الهالوجين الأمنة والقوية في نفس الوقت بالإضافة إلى المقصات الآلية الدفع، وإمكانية الحقن والسحب النشط للسوائل الداخلة والخارجة من العين، مما ساهم كثيرا في سرعة إتمام الجراحة بأمان وكفاءة.
3- أجهزة الليزر
وهي نوعان.. الليزر الداخلي والذي يستخدم أثناء الجراحة عن طريق ناقل لنبضات الليزر عبر كل أجزاء العين ليصل بالليزر مباشرة إلى أجزاء الشبكية المختلفة.
والليزر غير المباشر الذي يستخدم بدون الحاجة لإجراء جراحة ويمكنه الوصول إلى أطراف الشبكية، وهو ذو فائدة خاصة في الأطفال المبتسرين المصابين باعتلال الشبكية المبتسر.
4- أجهزة التبريد
والتي تستخدم من منتصف القرن الماضي ولكن أدخلت التحسينات على النواقل ذات التصميمات المختلفة لتلائم كل حالة على حدة.
كما يستخدم جراح العيون ترسانة كاملة من زيوت السيليكون والغازات القابلة للتمدد والصبغات التي تساعده على إتمام الجراحة وشفاء المريض بأمان تام وكفاءة غير مسبوقة.
د. محمد عبد المعبود / استشاري أمراض الشبكية والجسم الزجاجي