قيل قديما: «إن الخطأ الذي نرفض الاعتراف به لا بد وأن نرتكبه مرتين»! وهو قول أراه من وجهة نظر شخصية ينطبق إلى حد كبير على واقعنا في الإعلام الرياضي وبالتحديد المرئي منه الذي ما زال يرتكب بحق رياضتنا جملة من الأخطاء بل ويكرر ذلك وأغلب الظن -وأرجو أن أكون مخطئاً- أن واقع هذا الإعلام لن يتغير ما لم يقيض الله له من يصلح حاله!! فأغلب برامجه الحوارية رغم استيديوهاتها التي تحرض على المتابعة أصبحت عبارة عن «بازار» لتصفية الحسابات وتصيد الأخطاء وتضخيمها بكل صفاقة ووقاحة وبانتقائية أفعوانية على اعتبار أنها تعد وتدار بلغة واحدة وبلون واحد وبأسماء تستضاف بطريقة التدوير وبما يقترب من اليقين أقول إنها أحد أسباب إخفاق رياضتنا السعودية! ناهيك عمن نصب نفسه من خلالها متحدثاً بالنيابة عن المدرج الرياضي بأكمله من منظري الشاشة!
- نعم هناك من بين المتحاورين والمشاركين في هذه البرامج من يمثل الخبرة والعلمية وبإمكانهم أن يقدموا أنفسهم بصورة أفضل ويثروا الحلقة بشكل أعمق وأنقى من خلال الأطروحات العقلانية والتشخيصات المنطقية للواقع بما يعبر عن شرف المهنة وواجب الرسالة الإعلامية القائم على الصدق والأمانة دونما مواربة أو مجاملة لكنهم على ما أعتقد رضوا بـ(الرز رزة) كغنيمة على أن يحسب عليهم أنهم خرجوا عن النص!!
- يا سادة نحن مجتمع يعيش طفرة تنموية تطورية شاملة ويمالح عصر عولمة وانفجار معلوماتي عبر وسائل ووسائط متعددة أهلته هذه لأن يمحص الجيد من الرديء والصدق من التدليس ويحتاج إلى من يضيف ويرتقي بذائقته وفكره ولغته لا إلى من يمارس بحقه التسطيح والتهريج والفهلوة!
- وليس فيما أقوله اختراعاً عند ما أقول نريدها برامج للكل تعي مسؤوليتها الأدبية والأخلاقية والإنسانية وتعبر بكل صدق عن رسالتها الإعلامية السامية ونحلم بأن نراها وقد تبنت طرحاً عقلانياً بلغة العقل والمنطق حضارياً يلامس وجدان واقع رياضتنا الخضراء بكل شفافية ووضوح ومصداقية وأن نشاهدها وقد تزينت بعمل احترافي توفرت فيه شروط الخبرة والعلمية والحيادية دونما انتقائية طالما كانت سبباً في التأزم الرياضي والاحتقان الرياضي.