قبل أسبوع واحد من بدء الدراسة، تصدّعت أساسات مبنى مدرسي حكومي حديث الإنشاء في محافظة عنيزة، يجمع بين مدرسة ابتدائية ومعهد فكري. المبنى يقع على ربوة مرتفعة، تم ردم أسفل أساساته المعلّقة بالرمل والحصى، ومع مرور الوقت انكشف الردم وصارت الأساسات على جرف، ووضح تكسُّر أجزاء منها، مما يشكِّل خطورة بالغة على مستخدميه وعابري الطرقات المحيطة بالمدرسة.
الصحافة أبرزت هذه الحادثة، وخاصة جريدة عكاظ، التي توجّهت لمسؤول في الدفاع المدني بالسؤال عن تصدُّع المبنى، فأجاب بأنه ليس للدفاع المدني علاقة بالمباني الحكومية المدرسية، بل بالمباني المدرسية المستأجرة. وهذا ليس تنصُّلاً من المسؤولية (كما احتوت إجابة المسؤول)، ولكن وزارة التربية والتعليم لا تشركه في إجراءات الإشراف على إنشاء المباني المدرسية الخاصة بها، بل تعتمد على مهندسيها ومكاتبها الفنية.
(هذه الحادثة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة). وهذه الجملة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. نحن دوماً نكرّرها، لكي نلفت أنظار المسؤولين إلى الأخطاء الفادحة في إنشاء المباني المدرسية، والتي قد تودي بحياة عدد كبير من طلبتنا وطالباتنا، لا سمح الله. والغريب أن لا أحد يستمع لتحذيراتنا، وحبل انهيارات أساسات المباني المدرسية، على الجرار:
- من يحمي مقاولي المدارس الحكومية ؟!