كل أمة من الأمم تريد لنفسها العيش الكريم الآمن المستقر بعيداً كل البعد عن الجرائم بأنواعها: وهذا حق مشرع لكل البشر بغض النظر عن اللون والجنس والمعتقد.. وقد عملت الأخلاق الإسلامية طوال قرون عديدة على احتفاظ السلف الصالح بعادات حميدة ساعدتهم على التحكم بأنفسهم.
وفي عصرنا الحالي تغيرت الأحوال، فكثير من الناس هجروا هذه العادات وحل محلها عادات مستوردة لا تمت للعقيدة بصلة مما تسبب في فقدان هؤلاء للقدرة على التفريق بين الخير والشر.. وما نشاهده اليوم من جرائم واعتداء على الأرواح والممتلكات يدعونا إلى وجوب تكوين الوعي لدى كافة أفراد المجتمع بخطورة هذه الجرائم والضرورة القصوى للتعاون من أجل محاربتها والقضاء عليها وعلى أسبابها، ولندرك جميعاً أن الإنسان لا يمكن أن يحيا حياة سعيدة مطمئنة مستقرة في مجتمع مليء بالجرائم والمجرمين، ولذا فإنه يجب على كل واحد منا أن يكون جندياً يتعاون مع رجال الدولة وأن تتضافر الجهود مع جهود وزارة الداخلية ممثلة في كافة قطاعاتها والتي تواصل جهودها الجبارة في الحفاظ على أمن المواطن وسلامته واستقرار هذا الوطن وأهله.
إن التعاون مع وزارة الداخلية في معالجة الإنحراف له فوائد عظيمة خاصة إذا علمنا أن بعض المنحرفين يعانون من مشكلات قبل انحرافهم، هؤلاء بحاجة إلى من يكون صادقاً وفياً مخلصاً يحاول إيجاد الحلول الكفيلة باستمراريتهم في الحياة السليمة، ويتمثل ذلك في النصح والإرشاد والمساعدة على إيضاح الحقائق التي تدعوهم إلى الحق واجتناب الشرور وأهلها وأن الوطن لا يستحق منهم العقوق، وأن الدين يأمر بالصلاح وإيضاح كل المعلومات التي تدلل على أن أعداء الإسلام لا يريدون للوطن إلا الشر، وتذكيرهم إنهم أحفاد الأخيار وما الذي أن يمنعهم أن يكونوا خير خلف لخير سلف؟!.
إن اعتناق الأفكار المضللة الهدامة سببها غفلة المجتمع ومحاولة مجاراته لمن هجروا القيم واتخذوا أعداء الإسلام أولياء لهم فمتى العودة إلى الطريق الصحيح؟.