بداية نيابة عنكم جميعا وبالأصالة عن نفسي أحب أن أقدم التقدير والاحترام وحتى الإعجاب بالإنجاز المميز الذي حققه معالي رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف آل-الشيخ في مدة رئاسته القصيرة حتى الآن في التغيير الجذري والذي اجتث من خلاله كل أخطاء وعيوب وسلبيات جميع الهيئات في جميع مدن ومناطق المملكة، وجعل من الهيئة تحقيق وتطبيق الأمر بالمعروف (بمعروف) والنهي عن المنكر (بلا منكر)، شعار طرحه الدكتور آل-الشيخ في أولى خطواته لتحرير الهيئات من الرعب والتخويف للمواطنين والمقيمين على حد سواء. في الماضي كان يقال إن للإعلام دوراً كبيراً في (تهويل) القضايا التي تقبض عليها الهيئة والتي تعمل من (الحبه قبه)، بل لا يوجد بريء عند أعضاء الهيئة، إن كان الإنسان مع زوجته أو أخته أو حتى أمه أو مع أي كان فهو في (خلوة معها) حتى ولو كان معه آلاف البشر، ناهيك لو كان معها في سيارته!
نعم نعترف، والاعتراف بالخطأ فضيلة، جميعنا كنا نخاف بل نتخوف من مشاهدة (جمس الهيئة) وهو يتجول في الأسواق أو الشوارع أو حتى الأحياء السكنية، ونخاف بل نرتعب حين نصادف فريق (الهيئة) وهم يتجولون في الأسواق والفنادق والمطاعم والمراكز الترفيهية، ولسان حالنا يقول: “من سيكون ضحيتهم هذه المرة”؟ نعم نقول ضحية، وليس (مذنبا) أو مرتكب (أي خطأ) لأنهم يطبقون نظام الهيئة (على كيف كيفهم) وهم حريصون كل الحرص على (مطاردة النساء بصورة خاصة) لإرهابهن وتخويفهن بحجة (احتشمي يا حرمه.. عباتك قصيرة أو طويلة.. وشعرك أسود أو أشقر.. وعيونك عيون المها أو زرقاء اليمامة) المهم أن يكون له عذر تخويف لهذه المرأة التي تضطر في أحيان كثيرة إما إلى ترك السوق أو أن لا تخرج إلى الأسواق بالمرة. وتصور لو جاءتك مكالمة على جوالك أو هاتف منزلك وكان المتحدث هو (الهيئة)؟ حتى ولو كانت المكالمة لأحد أصدقائك يعمل بالهيئة ويريد دعوتك لحضور زواج ابنه؟ الأمثلة على رعب الهيئة في السابق كان بمثابة أفلام رعب (فامباير-مصاص دماء) بل (كابوس) يجثم على صدورنا ونحن في عز نومنا. المخطئ وغير المخطئ هو (مخطئ) في نظر أعضاء الهيئة وهي لا تفرق بين المتهم والذي من المفروض وحسب القانون (أنه بريء حتى تثبت أدانته)، بل الجميع يستحق الترهيب والتخويف وحتى التعذيب إن أنكر المتهم التهمة التي وجهت إليه وهو بريء منها.
ولكن.. توقفوا.. كنت أتحدث عن الهيئة قبل الشيخ الدكتور عبداللطيف آل-الشيخ- جزاه الله عن المواطنين والمقيمين ألف شكر وتقدير وإعجاب على ما حققه ليس للهيئة فقط بل حتى لنا جميعا.
ربما تتذكرون أن أكبر أعداء الهيئة في السابق كانت وسائل الإعلام، وكنا نتسابق في نقل الأحداث اليومية لأخطاء الهيئة، ناهيك عن المسلسلات التلفازية والتي تتسابق هي الأخرى على تصوير أعضاء الهيئة (كمصاصي دماء) يبحثون عن ضحاياهم، وكانت تلك الحلقات التي كانت تصور الهيئة بالرعب مشاهدة ومطلوبة من القنوات لا في السعودية فقط بل حتى في الدول التي ليس لديها (هيئات الأمر بالمعروف). أما اليوم فأصدق أصدقاء الهيئة والمنبر الناطق بالحقيقة والأرقام والإنجازات لأعضاء الهيئة هو الإعلام وبالأخص الإعلام المقروء والإعلام الحديث (التويتر-فيس بوك-واتس آب وحتى البلاك بيري). اليوم يركز الإعلام السعودي على الإنجاز الكبير الذي حققته جميع (هيئات الأمر بالمعروف) في إنقاذ البنات وحتى الأولاد من الابتزاز.
نحن نعلم جميعاً أنه بعد تطور وسائل الإعلام ودخول التقنية الحديثة إلى بلادنا، فبجانب الجوالات جاءت تقنية البلاك بيري-والاي فون-والاي باد-والوتس أب.. وغيرها، ومع ما حققته من فوائد جمة، جاء الاستخدام السيئ من قبل البعض، أوقعت الكثير منهم في أيدي ذئاب بشرية لا ترحم، خاصة البنات اللاتي لا يجدن أسرهن بجانبهن، ويتم ابتزازهن وتهديدهن بالفضيحة إن لم يستجبن لطلبات الذئاب القذرة والدنيئة.
وهذا إنجاز أسوقه لكم وهو (على الهواء مباشرة) كما نقول في التلفاز (لا منتاج ولا مكساج): “حررت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة (القنفذة) فتاة ابتزها شاب لفترة من الزمن وهددها بنشر صورها على مواقع الإنترنت ما لم تنفذ مطالبه الدنيئة. وأوضح لجميع وسائل الإعلام الشيخ أحمد محمد الشمراني-رئيس هيئة القنفذة المساعد: “أن الهيئة تمكنت من عمل كمين لهذا الشاب المبتز وتم القبض عليه وإحالته لجهات الاختصاص”. وهناك مئات بل آلاف من قضايا الابتزاز التي تمكنت فروع الهيئة في جميع مناطق المملكة بتحرير البنات أو الأولاد من الابتزاز”.
مجرد طلب من الشيخ الدكتور عبداللطيف آل-الشيخ: “متى سيتمكن المواطن أو المقيم في المملكة مسح الصورة السلبية عن الهيئة التي تكونت في عقله وتحتاج إلى وقت لإزالتها؟ إن كان لدى معاليكم جواب، فساعدنا على مسحها!
farlimit@farlimit.comالرياض