* لقد بتّ مُقتنعا أن العصر الذي نعيش فيه، هو عصر يُحسب للقوة فيه حساب كبير. وسياسة الأمر المفعول، كسياسة القوة، هجومية كانت أم دفاعية، لم تزولا في عصر الاحتكام القانوني، والتداول السلمي، وشرعة الأمم المتحدة.
وبقطع النظر عن كل اعتبار آخر، فإن الدولة، أو الدول، ذات الحق في أية قضية من القضايا، يكون لها وزن أبلغ لصيانة حقها، إذا كانت لها قوة أكثر فعالية ومهابة.
* التاريخ هو انعكاس جدلي لتوازنات القوة. وبالتالي هو انعكاس للاضطراب الذي يُمكن أن يَحدث في هذه التوازنات أيضا.
* التاريخ هو مجرد حذاء عجوز، ينتعله الذين يمتلكون حذاء آخر. أما الحفاة فيبقون في خارج الحذاء.
* الشعوب تتعب، بين الحين والآخر، من التاريخ. تُفضّل أن تستريح. ثم ألا يحق للتاريخ أن يخلد، قليلا، إلى فراشه؟.
* الحروب، عادة، لا تشتعل من أجل حل مشاكل، بل من أجل صناعة مشاكل جديدة.
* وحدة الخوف هي التي تقود إلى القوة. ولكن ألا يقتضي المنطق أن يكون لكل دولة خوفها الخاص؟.
* لا حدود للشراهة البشرية: في البداية، كان الإنسان يُطارد الأرنب، مثلا، ليسدّ رمقه. ثم تتوقف الأسنان عن العمل، بانتظار الذبذبات الأخرى، التي يُطلقها الجهاز الهضمي. لكن شيئا فشيئا، بدأ الإنسان يتغير. لجأ إلى التخزين، ثم إلى المُقايضة. بعدها تحوّل القتل إلى فلسفة: يجب أن نقتل كل شيء من أجل أي شيء. هنا، عليّ الإشارة إلى أن ثمة وحوشا تكتفي بمجرد أن تمتلئ بطونها. وتُلحّ عليّ تلك الصورة التي تقول إن البطن البشري هو بحجم الكرة الأرضية. الآن، تبدو الصورة أكثر واقعية في ذهني لأقول: إن هذا البطن أضحى بحجم الكون.
* ذلك الاحتياطي الوحشي تكوّن عبر العصور: الذين يصعدون إلى القمر، والذين يصعدون إلى.. الرغيف. وثمة قرابة في الشكل.
* الرأس البشري لم يأخذ هذا الشكل إلا لأن الأرض كروية. لو كانت مستطيلة، لكان الرأس مستطيلا. هل الرأس هو اختزال فلسفي للكرة الأرضية. يُفترض، في هذه الحالة، إقامة نوع من التوازن بين كروية الرأس وكروية الأرض.
* كلّ البشر قابلون للعطب. لكأننا خلقنا لكي نكون هكذا. لعل أهمية الكائن البشري تكمن في كونه قابلا للعطب. لو كان غير ذلك لكان حالة خشبية لا معنى لها.
* الرجاء أن لا تبحثوا عن تيمورلنك وجنكيز خان وموشى دايان وراء القضبان وتحت الأرض. ابحثوا عنهم وراء الأفكار الخرقاء، لتحويل كروية الأرض إلى مُثلثية، في موسكو وبكين وطهران ودمشق.
Zuhdi.alfateh@gmail.com