تفشت منذ سنوات عادة قد تكون حميدة إلا أن هناك حاجة إلى ضبطها والبعد عن استغلالها في غير ما خصصت له ألا وهي المعايدات في الدوائر الحكومية، فمن خلال اطلاعي على الصحف في اليومين الماضيين مع العودة إلى العمل نجد أغلب الدوائر الحكومية من وزارات إلى فروع أو دوائر نظم المسؤولون فيها معايدات يجتمع فيها منسوبو الدائرة أو الفرع، وتقوم الصحف بنشر هذه الصور والإعلان عنها، وكما قلت فإن هذا الأمر قد يكون من الأمور المطلوبة ليلتقي زملاء العمل ببعضهم للمباركة بالعيد.
ولكن قد يكون من سلبيات هذه المعايدات الإفراط في الاحتفالية بإقامة مآدب والاجتماع على طعام وشراب وإضاعة وقت طويل في الأحاديث الجانبية، في حين أن هذه العودة ترتبط بأعمال تتصل في أغلب الأحيان بمصالح الناس ومن ثم تتسبب مثل هذه المعايدات إن تجاوزت حدودها المعقولة في تعطيل المصالح، وهنا يكون في هذا الاحتفال بالعيد مضرة على المواطنين.
وفي رأيي المتواضع أن مثل هذه المعايدات يجب أن تقتصر على لقاء سريع في مكان محدد يلتقي فيه الجميع من موظفي الدائرة لفترة قصيرة جداً، ومن ثم يعود كل فرد إلى عمله، كما أنني لا أعرف هل من المناسب النشر عن كل هذه المعايدات التي تستغرق في كثير من الأحيان صفحات من الجريدة الواحدة؟
في الختام:
لعلي أشير هنا إلى أن جريدة عكاظ نشرت في عدد يوم الأحد 8 شوال 1433هـ على صفحتها الأولى نقداً لهذه المعايدات تحت عنوان بارز “معايدات تعطل مصالح المواطنين” وقدمت نموذجاً تضمن شكوى بعض مراجعي الدوائر الحكومية بتعطل معاملتهم لانشغال الموظفين بتناول وجبة الإفطار في المعايدة.