|
دمشق - باريس - واشنطن - بيروت - انقرة - وكالات:
لا زالت المجازر وأعمال القتل اليومية في سوريا تهز دول العالم بين الإدانات والاستنكار لهذه الأعمال الإجرامية والتي كان آخرها من المجزرة التي وقعت أخيراً في داريا بريف دمشق والتي افاد ناشطون ان عدد ضحاياها ارتفع أمس الاثنين الى 334 قتيلاً. وفيماطالب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء تحقيق مستقل في مجزرة داريا بشكل مستقل ومحايد بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسركي المتحدث أكدت الولايات المتحدة أمس الاثنين ان مجزرة مدينة داريا هي دليل آخر على الاستخفاف الوحشي الذي يبديه الرئيس السوري بحياة البشر. وقال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان الاسد فقد كامل مشروعيته. ومع كل يوم يمر يصبح من الضروري اكثر ان يضغط عليه المجتمع الدولي لكي يتنحى عن السلطة حتى تبدأ عملية انتقال سياسي. في هذه الأثناء وعلى خطى الولايات المتحدة وفي تحذير أوروبي هذه المرة نبه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس الاثنين نظام الأسد من التفكير في استخدام أسلحة كيميائية محذراً من أن ذلك سيكون (سبباً مشروعاً للتدخل المباشر) من جانب المجتمع الدولي. وقال ( أقولها بوضوح: سنظل يقظين جداً مع حلفائنا للحؤول دون استخدام النظام (السوري) لأسلحةكيميائية الامر الذي سيكون بالنسبة للمجتمع الدولي سبباً مشروعا للتدخل المباشر. وأضاف (أعرف صعوبة المهمة، وأقدر الاخطار لكن الرهان يتجاوز سوريا. أنه يعني امن الشرق الاوسط برمته وخصوصاً استقلال واستقرار لبنان). وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما حذر الاسبوع الفائت نظام الأسد من استخدام الاسلحة الكيميائية او حتى نقلها مؤكداً ان هذا الامر يشكل (خطاً احمر) ومتوعداً بتدخل عسكري في حال قامت دمشق بذلك. وأكد هولاند بالمقابل أن فرنسا تعمل مع شركائها على اقامة مناطق عازلة في سوريا التي طرحتها تركيا وكانت تركيا قد حذرت على لسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو الاسبوع الفائت من انها لن تكون قادرة على استقبال اكثر من مئة الف لاجىء سوري على اراضيها داعياً الى إقامة منطقة عازلة في سوريا لاحتواء تدفق اللاجئين. وفي ظل تصاعد الأزمة السورية خصوصاً في الجانب العسكري والتي ستنعكس آثارها على الجانب السياسي أكد هولاند في ان ( فرنسا ستعترف بالحكومة الموقتة لسوريا الجديدة ما ان يتم تشكيلها). وتعليقا على ذلك دعت وزارة الخارجية الامريكية المعارضة السورية الى تنظيم نفسها بشكل افضل قبل ابدء بتشكيل حكومة مؤقتة وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند ( لقد دعونا المعارضة السورية الى تنسيق اوثق لعمل السوريين خارج سوريا وداخل سوريا وفي المقام الاول اعتماد خطة انتقال سياسي مطروحة بالفعل) منذ نهاية يونيو في جنيف, لكن وزير الدولة السوري لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر اعلن من طهران ان فكرة تنحي الرئيس السوري ( مرفوضة تماماً)، وقال ( من حيث المبدأ، فان اقتراح (تنحي الاسد) مرفوض تماماً وخصوصاً ان دولاً اجنبية طرحته). وتواصلت في هذه ألأثناء المعارك الميدانية إذ خلفت المواجهات في مناطق سورية مختلفة أمس الاثنين مزيداً من الضحايا وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في آخر حصيلة اوردها ان 154 شخصا قتلوا بينهم 105 مدنيين. وفتحت القوات النظامية السورية أمس الاثنين جبهة جديدة ضد مقاتلي الجيش الحر داخل دمشق وخارجها مستهدفة بشكل خاص المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها المعارضون شرق العاصمة وريفها وذلك بعدما استهدفت الاسبوع الماضي المناطق الجنوبية الغربية. وأكد الجيش السوري الحر أمس اسقاط طائرة مروحية للجيش النظامي في القابون شرق دمشق خلال عمليات قصف واشتباكات عنيفة شملت ايضاً حي جوبر القريب بالاضافة الى العديد من القرى خارج العاصمة الأمر الذي أكده التلفزيون السوري الرسمي من دون الاشارة الى سبب سقوط المروحية.