تفاعلاً مع ما كتبه أحد الإخوة لوجهات نظر بجريدة الجزيرة بتاريخ 33 شعبان 1433هـ مطالبا بتوفير سكن خاص بكل معلم ومعلمة بالقرب من مدارسهم لأن ذلك في تقديره يحقق الرضى الوظيفي الذي يحفز المعلم ويدفعه لتقديم أفضل ما يستطيعه من مهارات وقدرات في ذهن صاف بعد وجود الاستقرار في السكن... الخ وأقول:
يتمتع المعلمون بكادر ورواتب مجزية وهذا في حد ذاته كاف لجعل المعلم يشعر بالرضى النسبي لأن رضى الناس كما يقولون غاية لا تدرك يضاف إلى الرواتب المجزية كثرة الإجازات ومعدل ساعات الدوام المنخفضة مقارنة بغيرهم من موظفي القطاع العام وخاصة معلمي المرحلة الابتدائية.
إن توفير السكن من الاحتياجات الأساسية والضرورية لكل مواطن ويفترض توفيره بأكبر قدر للجميع وهذا هو الحاصل ولو أعطينا المعلمين أولوية وأعطينا الأطباء والمهندسين وغيرهم ممن يطالبون بمثل هذه المعاملة الخاصة فمتى يأتي دور سائر العاملين وسائر المواطنين والأرامل والأيتام وغيرهم من الموجودين بمئات الآلاف على قوائم الانتظار.
ليس المعلمون وحدهم بل انه في كل قطاع يشعر العاملون أنهم يتحملون مشقة أكثر من غيرهم وانهم بحاجة إلى بعض المميزات الخاصة مقابل ذلك وهذه طبيعة بشرية وقديماً قالوا:
كل من لاقيت يشكو دهره
ليت شعري هذه الدنيا لمن
ويعزز المعلمون أهميتهم الخاصة ببيت شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولاً
وينسون البيت الآخر في ذات القصيدة:
وإذا المعلم ساء لخط بصيرة
جاءت على يده المعارف حولا
ولا يجادل أحد في هذا الحال في مخرجات التعليم ولا يتحمل المعلمون وحدهم هذا لكنهم طرف مهم في هذا الأمر تماماً.
وأخيراً فإنني مع من يطالبون بصرف بدل سكن للمعلمين وغيرهم من الموجودين على قوائم الانتظار لأن هذا من شأنه أن يقضي على مشكلة التذمر من تأخر الإقراض.
محمد الحزاب الغفيلي