تعليقاً على حادثة القطار، أكدت هيئة مكافحة الفساد أن مساعد قائد القطار غير مؤهل أبداً لقيادة قطار الركاب، لا من حيث التأهيل ولا من حيث الخبرة، ولا من حيث السن، فتأهيله لا يتعدى الشهادة الثانوية، وخبرته لم تبلغ شهراً واحداً، وسنه لا يتعدى (23) سنة، وهو غير مخول أساساً بقيادة قطار بضائع، فكيف بقطار ركاب؟!! ومن خلال إفادته ثبت أنه غير ملم بالأنظمة والقوانين، ولا يعرف ما تدل عليه الإشارات، ولا التخابر مع غرفة المراقبة، وكيفية حساب أوقات الوصول المتوقعة.
يا ساتر، يا ساتر!
أقسم بالله، لو أن المسؤول عن هذا التسيب والإهمال بالمؤسسة العامة لسكك الحديد، عُرض على القضاء، لكان صدر فيه حكم غليظ، لا يمكن أن يتخيله، ولو لوهلة. وليت هذا الأمر يحدث فعلاً، لكي يصير الحُكْم درساً لكل موظف في المؤسسة، كائناً من كان! وطالما أنه لم ولن يحدث، فماذا تتوقع من المسؤولين في هذا القطاع المنفلت؟! سوف يطلبون من عامل نظافة القطار، أن يتولى دفة القيادة، دون أن يشعروا بأي تأنيب ضمير.
وبمناسبة الضمير، فإن الجميع يتحدثون عن القضايا التي تكشفها هيئة الفساد، متسائلين:
- متى تصدر الأحكام ضد الفاسدين المفتضح أمرهم؟!