كلما تابعت ما تقوله شفاهة، أو أراه عينا، أو تضعه غالبية المعلمات من إشارات تعبيرية متعارف عليها في لغة الكتابة الجديدة، وجدت ما يفيض بالملل، وينبئ بالكلل، ولا يحمل بهجة للعودة للعمل، ويخلو من الفرحة بمزاولة جديدة للنشاط، والعطاء..
عيون حائرة، شفاه مقطبة، وجوه مكتئبة، وأسئلة تفوح منها علامات استفهام يطول تفسيره، وتطفو دلالات مؤشرات لشيء ما يكبل عملية التدريس، ويزيد من ضرورة إعادة النظر في بيئة العمل التربوي..
لماذا بعد إجازة طويلة لا تقبل المعلمات بفرح على أعمالهن، ولنقل غالبيتهن حتى نتجاوز التعميم..؟
لماذا شاع، وأعلن التذمر من انتهاء الإجازة, وبدء العمل في مواقع التواصل، وفي المهاتفات, بل في الجلسات الأسرية..وبين المعارف والأصدقاء..؟
وبغض النظر عن الرضاء، أو عدم الرضاء عن المقابل المادي للعمل « قيمة الراتب «.., فإنه يمكن البحث في مدى تمكين، أو عدم تمكين بيئة العمل من واقع يهيئ للمعلمة الجو المريح..,
فهل توجد استراحات للمعلمات؟ تتكون من مكتبة صغيرة،ومقهى متكامل, وصناديق تواصل خاصة, وأجهزة حاسوب في مواقع استراحتهن، أو في مكاتبهن الخاصة ؟..
أم لا تزال حجرات المعلمات مكدسة، ومتزاحمة، وضيقة، ولا خصوصية فيها، وتخلو من التنسيق، وتشمل حتى طعامهن وشرابهن ؟..
هل هناك حوافز مستمرة، وتقدير لظروفهن عند مرض طفل، أو مرافقة مريض، أو مواجهة أزمات..؟
أم كل أمر يرتبط بالأيام الشحيحة للطوارئ، وما يرافقها من تعنت، وصعوبة في الإجراءات..؟ ومركزية في القرار..؟
هل تمنح المعلمات فرص تطوير الذات بأساليب مشجعة، ومردود فوري محفز..؟
ما الذي لا يعزز الفرحة بالعودة للعمل بين فئات المدرسات، والموظفات في التعليم..؟
لتحل بهجة الإحساس بالعمل، والإقبال عليه بهمة، وسعادة، ورغبة مكان هذا التأفف، والتثاقل, والإحباط..؟
ثمة عوامل من واجب التربويين المسؤولين التصدي لها..
فهناك قوانين للجاذبية..
التفاحة وحدها كانت البدء..
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855