صالح العضياني:

قبل عدة أسابيع قررت مراجعة مكتب العمل بمدينة الرياض. وكانت معلوماتي أن المكتب يفتح أبوابه بعد صلاة الفجر مباشرة، بل وقبلها بعدة دقائق حتى لا يكون للمراجعين على الدائرة حرج.

اصطحبت أوراق منشأتي لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بالعمالة، مرتباً جدولي على ترتيب زمني محدد. ووفقا لحساباتي كان من المفترض أن أنهي مراجعتي للمكتب إذا حظيت بأحد المقاعد العشرة الأولى في الساعة الثامنة والنصف وهو الموعد الذي يصادف بداية عملي الرسمي.

غير أنني، وعشرات المراجعين فوجئنا بأن البوابة الرئيسية مغلقة، وهو أمر أثار انزعاجنا. اذ كيف لمكتب العمل أن يستحدث أنظمة دوام من عنده دون إعلام المراجعين بالمواعيد المحددة؟.

إن ما يثير الانزعاج حقاً هو أن موظفي مكتب العمل الذين يستقبلون مئات المراجعين لا يتعدون 3 فقط، فقسم الاستقدام على سبيل المثال يخدمه موظفان فقط يقومون باستقبال المراجعين بأرقامهم، فضلاً عن موظف ثالث مهمته التأكد من منشآت المراجعين، وما اذا كانت حققت نسبة السعودة المطلوبة أم تنتظر 3 أشهر حتى يحول الحول عليها.

ان الصور الماثلة بين أيديكم، وهي صور التقطتها بعدستي لحظة انتظاري فتح أبواب المكتب، توثق لمراجعين لم يجدوا إلا القفز على بوابة الإدارة «طمعا» في اغتنام أول المقاعد.

وهي صور تعطي مؤشرا واضحا على أن ثمة خللا في ادارة المكتب، وأن نظامها الحالي يجبر كثيرين -رغم عدم إمكان التماس الأعذار لهم عن قيامهم بهذه التصرفات الغوغائية- على السير بعكس الاتجاه. غير أن الأسوأ هو انه نظام يجبر المنتظمين رغماً عنهم لأن يحذو حذو المخالفين اضطرارا، والا فإن معاملاتهم ستكون في اخر الطابور ولن تنتهي ابدا.

إنني لا أحمل ادارة المكتب المسؤولية وحسب، بل كل مواطن منا يفترض ان يحمل نفسه المسؤولية في كشف أخطاء الإدارات إن وجدت وإحالة الخطأ للجهات المعنية لدراسته دراسة موضوعية تنتهي بحلول صارمة تهدف الى راحة المواطن وسرعة إنهاء معاملاته دون تأفف وانتظار طويل ينتهي دون فائدة.

أعلم أن عدداً من المراجعين انزعجوا من أنظمة وزارة العمل، إذ لا يستقبل موظفوها المراجع إلا بحضوره مبكراً وإن حرص المراجع في التبكير فهو سيتفاجأ بمتطفلين لا يعترفون بالنظام ولا يلقون له بالا، فيزاحمون أولئك الذين ختم الله على حظوظهم، فما ذنب كبار السن الذين لا يجيدون القفز كالشباب المؤهلين لتلك المهارة المبتكرة من السلوكيات الخاطئة في هذا العصر!

وازاء هذه المشكلات، فإنني أقترح حلولاً عاجلة لمشكلة مكتب العمل مع مراجعيه:

1 - إصلاح العطل في موقع وزارة العمل، وتحديث بيانات أصحاب العمل والمنشآت أسبوعياً دون تأخير.

2 - وضع أيقونة خاصة تتضمن: اسم المراجع ورقم هويته السعودية ونوع المعاملة وطباعة الموعد حسب اليوم المحدد له.

3 - وضع أيقونة أخرى هامة تتضمن: اسم المنشأة المراد التحقق من أنها حققت نسبة السعودة أم لا كي لا يتعب أصحاب العمل أنفسهم في مراجعة المكتب فقط للاستفسار وهو أمر يؤدي لمضيعة الوقت دون فائدة مبتغاة.

4 - النظر في عدد الموظفين بكل قسم ودعم الأقسام التي لا يتوافر فيها سوى موظفين بأكثر من 6 موظفين أكفاء في هذا القسم لإنهاء المعاملات في أسرع وقت ممكن.

5 - رقابة يومية من هيئة مكافحة الفساد تبدأ من الساعة الخامسة وحتى الساعة الحادية عشرة مساء كي يكون لهيئة مكافحة الفساد أثر واضح وملموس واهتمام بليغ وبارز فيما يتعلق بمخافة الله والقيام بالعمل على أكمل وجه ممكن.

6 - وضع أكثر من قسم متخصص للاستفسارات العامة لبعض المراجعين الذين لا يفقهون الأنظمة الجديدة من الإدارة.

أتمنى من الجهات المعنية النظر في هذه المشكلة نظرة الخدمة الوطنية الإنسانية، والإسراع في اتخاذ ما يخدم المراجع السعودي، وعدم ترك الأمور على عاتق هيئة مكافحة الفساد وحدها، فالكف الواحدة لا تحل المشاكل ولا تقوّم الاعوجاج، بل ربما تزيد من تعاقب المشكلات، وتثقل كاهل الهيئة دون تجاوب يفيد المجتمع.

لقد تحدثت كثيراً مع معالي وزير العمل عبر صفحته في برنامج التواصل «فيس بوك» غير انه لم يتجاوب معي، رغم رده على بعض السائلين في صفحته عن المؤتمرات التي يعقدها في جدة، فهل المؤتمرات اهم ام مصالح المراجعين؟.

* مراجع في مكتب العمل منذ أكثر من سنة ونصف السنة