|
الزلفي - داود أحمد الجميل:
يفرض وجود ملايين أشجار النخيل المنتشرة في شوارع المدن والمحافظات والحدائق والمتنزهات بالمملكة تساؤلا مهما حول غياب الجدوى الاقتصادية لهذه الأشجار رغم العناية التي تجدها من وزارتي الزراعة والبلديات ويرى كثيرون أنه يجب الاستفادة من وجود هذا الكم الهائل من أشجار النخيل لتعزيز إنتاج المملكة من التمور ويرى رئيس بلدية الزلفى عبدالله الفهيد : سبق وأن طرحنا فكرة استثمار تمور هذه النخيل ولكن لم يتقدم للبلدية أحد وأضاف: نقوم مع نهاية كل موسم بجمع ثمار هذه النخيل من الشوارع والحدائق ونبيعها بالمزاد العلني مبينا أن المستمرين برروا عدم رغبتهم في استثمار تمور النخيل لأنها أصناف غير فاخرة ولوجود نسبة كبيرة منها من فصيلة (الفحول) فيما يقول مدير عام الزراعة بالزلفي المهندس السلمان إن فكرة استثمار نخيل الشوارع غير واردة لأن ما يتم زراعته في الشوارع والحدائق والمتنزهات من الأصناف غير الجيدة والتي لا تجد إقبالا من المستهلك ولكنها تستخدم كأعلاف للمواشي . ومن الأولى اختيار الفحول من مصادر البذرة حتى تكون في مستوى واحد حتى يمكن الاستفادة منها كمصدر اقتصادي لحبوب اللقاح سواء البلدية او المزارعين بالمحافظة وخارجها. ويضيف الفهيد: تمثل شجرة النخيل ثروة وطنية مهمة في بلادنا ولها نظرة خاصة ليس كمصدر للغذاء فقط ولكن لارتباطها والثقافي بالإنسان السعودي لذلك اُعتمدت كشعار للدولة ولا يكاد يخلو أي متنزه أو حديقة أو شارع من وجود هذه الشجرة الثمينة وما يميزها أنها تتكيف مع البيئة الصحراوية للمملكة وتتحمل درجات الحرارة العالية والجفاف وملوحة المياه فضلا عن قلتها ومن هذا المنطلق جاءت أهمية زراعة النخيل بالشوارع والمتنزهات .بينما يرى السلمان أن النخلة رمز وكنز يجب المحافظة عليه ووجودها بالشوارع والميادين أمر ضروري مع العناية بها بعد غرسها وأن تكون مصدراً نباتياً خالياً من الإصابات الحشرية والأكاروسية والفطرية , كما يفضل زراعتها في الأرصفة ذات المساحات الفسيحة. ويتابع الفهيد: البلديات تسعى جاهدة لحماية ثمار النخيل من الآفات وذلك بتعفيرها بالكبريت بعد تلقيحها ورشها بالمبيدات أثناء نمو الثمار وبعد جنيها وبصفة دورية ولكن وبسبب وجودها في الشوارع وتعرضها لعوادم السيارات والأتربة بصفة مباشرة يجعلها أكثر عرضة وتقبلا للآفات مما ينعكس على نموها ومظهرها. ويرى مدير عام الزراعة السلمان: إن المديرية تشارك البلدية مهمالعناية بهذه الثروة المهمة في بلادنا بالاهتمام بزراعتها والعناية بها برشها بالمبيدات ومعالجتها بالإضافة إلى التوجيه في العمليات الزراعية الأخرى كالتسميد والري والوقاية من الآفات , ونرى أن من الأفضل التركيز على زراعة ( فحول النخيل ) في هذه المواقع على أن تكون مكاثرة بالنوى حتى لا تكون مصدراً للإصابة بالأمراض. وتبقى أشجار النخيل إضافة جمالية حقيقية لشوارع المملكة فيما يبقى التساؤل قائما حول عدم الاستفادة الاقتصادية منها رغم ما تجده من عناية .