لا يحضرني بالضبط عدد وكالات السفر والسياحة لدينا في المملكة المتخصصة في تقديم خدمات سفر وسياحة وإرشاد للمسافرين شاملة حجوزات الطيران والفنادق وشراء التذاكر، ولكني متأكد أن عددها بدأ بالتناقص التدريجي في الآونة الأخيرة وصمد منها الوكالات الكبيرة فقط. وما دعاني للكتابة حول هذا الأمر هو النقلة الكبيرة التي أحدثتها الانترنت من خلال تواجد مكاتب سفر وسياحة عالمية تقدم خدمات الحجوزات للطيران وللسكن وشراء التذاكر وحجوزات

تأجير السيارات وغيرها من الخدمات السياحية وبجودة عالية وأسعار مناسبة وتنافسية فيما بينها.

خدمات السفر والسياحة من خلال الإنترنت أصبحت مأمونة وموثوقة وبنفس الوقت تقدم للمسافر العديد من الخيارات المناسبة حول العالم مع إتاحة فرصة إلغاء الحجوزات بأي وقت قبل السفر دون تحمل أي تبعات مالية.

وفي تصوري أن تزايد استخدام خدمات السفر والسياحة من خلال الانترنت أدى وبشكل كبير إلى أضعاف فرصة استمرارية الخدمات التي تقدمها وكالات السياحة والسفر التقليدية، واقتصار خدماتها على بيع التذاكر وترتيب حجوزات الطيران وفي بعض الدول على تنظيم الرحلات السياحية للزوار. وأتوقع أن ينخفض عملاءها مع الوقت وأن تقتصر على من لا يستخدم الانترنت وهم قلة في المجتمع.

والسؤال هل أدركت وكالات السفر والسياحة المحلية ذلك الخطر، وهل عملت على إيجاد بدائل لها للتعامل مع المنافسة الشرسة التي تواجهها من الخارج؟ ولعل واحد من أنجع الطرق أن تبدأ بالتفكير بشكل جدي في الدخول في عالم تقديم خدمات السفر والسياحة من خلال الانترنت ومحاولة إنشاء مواقع إلكترونية تتنافس من خلالها مع المواقع الأجنبية ليس في السوق المحلي بل والعالم الخارجي.