في كل عام وفي مثل هذا التاريخ، يواجه أبناؤنا الطلاب مشكلة حقيقية، تتمثل في عدم القدرة على التأقلم مع البرنامج الجديد في الاستيقاظ مبكراً، والدوام في المدارس، وهو أمر لا يتوقف على الطلاب، بل يتجاوزهم إلى المعلمين، وربما معظم موظفي الدولة، لكن الأمر بالنسبة لباقي
الموظفين أهون حالاً، لأنهم لم يقضوا سوى وقت قصير، أقصد إجازة قصيرة، لم تتجاوز العشرة أيام - نهاية رمضان وأيام العيد - بينما طلاب المدارس تصل إجازتهم إلى ما يقارب ال؟؟؟؟؟؟ أشهر، أو لا يقل عن الشهرين بالنسبة للمعلمين.
وإن كان المعلمون محسودين في هذا الجانب، إلا أن البعض يعدها وبالاً عليه، حيث إذا طالت الإجازة تبدأ طلبات الأولاد في التمتع بالإجازة والسفر والنزهة وخلاف ذلك، وهو ما يؤدي إلى دهورة ميزانية كثير من الآباء الذين ربما بعضهم لا يستطيع أن يفي بهذه الميزانية، فيظل بين نارين، البقاء في مدينته، والشعور بالملل والضيق، وقضاء أوقات فراغ كبيرة، لا يعرف أين يهدرها، وبين تلبية رغبة الأبناء والزوجة في التنقل والسفر، وفي كل الأحوال هو يشعر أنه يعاني من وجود وقت طويل أثناء الإجازة، عدا أولئك الأشخاص الذين يجيدون استغلال أوقاتهم بشكل صحيح، إما من خلال ممارسة عمل آخر مثل التجارة التي باتت في الأغلب مهنة إضافية للمعلمين، وكذلك العمل في المجال الإعلامي، حيث إن نسبة كبيرة من المعلمين يعملون في الصحف المحلية، وكذلك في وسائل الإعلام الأخرى المسموعة والمرئية.
لهذا طرحت وزارة التربية والتعليم قبل سنوات فكرة تقليص مدة - إجازة المعلمين - نظراً للحسد - كما يرى البعض - من قبل كافة موظفي الدولة الذين يرون أن المعلم يتميز عنهم بإجازة طويلة وهو الأمر الذي لا يتناسب مع نظام وزارة الخدمة المدنية، التي لا تجيز للموظف الحصول على إجازة مدتها أكثر من ?؟؟؟؟? يوماً، كإجازة عادية للعام الواحد، هذا طبعاً بخلاف الإجازات الاضطرارية التي هي بطبيعة الحال ذات مدد قصيرة، لا تتجاوز العشرة أيام في السنة، وهي ذاتها يتمتع بها المعلم، وكذا الإجازات المرضية التي هي أصلاً إجازة طارئة، وتنطبق كنظام على جميع الموظفين، من معلمين وغيرهم.
وفكرة تقليص إجازات المعلمين من ؟؟؟؟ أشهر، كما كانت في الأعوام الماضية، إلى مدة لا تزيد عن أربعين يوماً، فكرة مطروحة منذ سنوات لدى الوزارة، التي قامت بعمل إستراتيجية لتحقيق هذا الهدف وهي التدرج في الأمر، وفي هذا العام على وجه الخصوص ظهر الأمر جلياً، حيث إن مدة إجازة المعلم لم تتجاوز الشهرين.
وكانت الوزارة قد اتخذت قراراً بالاستفادة من المدة التي يقضيها المعلمون في نهاية العام الدراسي والتي تمتد إلى شهر كامل بعد ظهور نتائج الطلاب وانصرافهم من المدارس، وقررت الوزارة إقامة دورات للمعلمين في هذه الفترة، بدأت تنفيذ بعضها نهاية العام الدراسي الماضي، لكن هذا المشروع نفذ على استحياء كامل، وبشكل مقنن جداً، حيث لم يتجاوز البرنامج التدريبي الواحد لكل مدرسة، حسب معلوماتي في مدينة الرياض، وهناك مدة أخرى في المملكة لم ينفذ بها ولا برنامج تدريبي واحد.
الذي نرجوه أن يكون هناك استفادة فعلية من الفترات التي يقضيها المعلمون في المدارس للتوقيع على الحضور والانصراف فقط، دون أي عمل يذكر يقومون به.
Kald_2345@hotmail.comk-khodare@hotmail.com