ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Saturday 25/08/2012 Issue 14576 14576 السبت 07 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

{وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ}
د. علي الحماد

رجوع

 

سمع عمر رضي الله عنه شاعراً يقول:

إن النساء شياطين خُلِقنا

نعوذ بالله من شر الشياطين

فرد عليه الفاروق قائلاً:

إن النساء رياحين خُلِقنا

نسألك اللهم شم الرياحين

ولعلنا بلا شك على مِلة جدنا العملاق (عمر) رضي الله عنه، فهو الذي أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالاقتداء به بعده: (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر)، (وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ). وقد تزوج عمر -رضي الله عنه- جمعاً من النساء، وكان على شدة بأسه الذي لا يُجارى، وعنفوانه الذي لا يُضارى، كان على جانب عظيم من الرحمة والألفة والمحبة، وقد رثينه أزواجه بمراثٍ لم يُسمع مثلها، وجْداً عليه، وحنيناً إلى عشرته.

(فالزوجة تُحِبُ من الزوج مثل ما يحب منها) أي أن يكون أنيقاً، نظيفاً، متطيباً، مهندما، هكذا فسّر العلماء هذه الآية: وهي قوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ} قال ابن عباس رضي الله عنه: «إني أحب أن أتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين هي لي».

بل قال العلماء: إذا تزوجت الفتاة فوجدت لزوجها (بخراً) أي رائحة فم كريهة، فإن من حقها طلب الفسخ، وتستحق مهرها.

بل بعضهم قال: حتى من له رائحة إبط كريهة -أجلّكم الله- فينطبق عليه الحكم. والزوجة كذلك، ولكن يستثنى المريض والنائم، والصائم، و.....

لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نزل جبريل إلا أوصاني بالسواك).

إن النساء عنصر مهم في حياة الأمة حيث قال صلى الله عليه وسلم: (حبب إليَّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة).

لذا قال العلماء: «من أنفق ثلث ماله في الطيب لا يسمى مبذراً»، أخذاً بهذا الحديث.

ونحن الآن -بحمد الله- نرى المنظفات والأطياب، وموانع الروائح تملأ جنبات المحال التجارية، فلم يبق لأحد عذر.

ولعل هذا، أي طلب الاهتمام من الرجال والنساء يتأكد في عصر الثورة الإعلامية التي ترى فيها الفتاة أوْسم الشباب وأجملهم.

إن الفتاة إذا شمّت من زوجها رائحة كريهة، وعدم اهتمام بنظافة فمه وأسنانه، ربما لا سمح الله كرهته، ونَفَرت منه وسلكت مسالك!!! علماً أن هذه الأمور فطرية جبليّة ينبغي أن تكون بحكم الآدمية.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خمس من الفطرة السواك ونتف الإبط و....).

فيكون الزوج سبباً لذلك من حيث لا يشعر.. فكم سبب هذه الأدواء من مشاكل، وهجر، ونفور وغضب، وربما طلاق!! لأنه داء مُرّ إما تمسكه على هونٍ أم تدسه في التراب!!

إن على كل إنسان أن يتخذ من أصدقائه من يناصحه، ويكاشفه، لأن المؤمن مرآة أخيه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخص رسول الله صلى الله عليه وسلم (المرأة) لأنها تناصحك بلا فضيحة وتخبرك بصدق، ووضوح، ودون جرح مشاعر!! هذا داء لا ينشكي ولا ينْحكي!!

إذا ما المرء لم يَحفظ ثلاثاً

فبِعه، ولو بكفٍ من رماد

وفاء للصديق، وبذل مال

وكتمان السرائر في الفؤاد

النساء قطعة مشاعر تمشي على الأرض، مشاعر النساء أحد من الشفرة، وأدق من الشعرة..

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

وهن أضعف خلق الله إنسانا

فكم من عظيم مهيب جبار طأطأ رأسه عند النساء، وخارت قواه، وأراق أديم محياه.

كما قال الله سبحانه وتعالى عن خلقه: {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}. قال العلماء: ليس المقصود ضعف القوة الجسمية، فمعلوم أن الإبل والأسود، والفيلة أعظم منه وأقوى، لكن المقصود أنه ضعيف في أمر النساء!! إذ سياق الآيات كان في النساء حيث يقول: {وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا، يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا}. أي ضعيف في أمر النساء.

ثم أن معاملة الزوجة ينبغي أن تكون بمثل ما تحب أن تعاملك به، وهذا داخل في قوله سبحانه وتعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرا).

نعم هكذا أو أكثر من ذلك بكثير يحفظ الإسلام للمرأة حقها المصون المحترم وافياً، لا كما يقول المغرضون إن الإسلام يهمل المرأة.

ولقد ودّع الأمة نبيها صلى الله عليه وسلم وهو يوصي بحق النساء... (استوصوا بالنساء خيرا...) وقال صلى الله عليه وسلم: (أُحرّج عليكم حق الضعيفين، المرأة واليتيم..)، فالمرأة رقيقة عند زوجها، كما قال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان عندكم). أي أسيرات.

فهي مهما قويت، فهي ضعيفة، كما قال سبحانه وتعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}.

- محافظة رياض الخبراء

Ali500@hotmail.com
 

رجوع

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة