حاولت أن أفصل ما بين السرد التاريخي في سجل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبين فعل بشار الأسد الحالي لكني فشلت لأن جيوش عمر تتحرك من المدينة المنورة من جبال الحجاز ومن أرض اليمن ومن بطحاء مكة المكرمة وصحراء نجد لكسر روح وعنجهية المستعمر في بلاد فارس (إيران) وتحطيم كبرياء وعظمة روما وغرور الرومان ودولتهم بيزنطة في بلاد الشام، يقابله أنواع التعذيب والتنكيل والقصف والدمار في المدن السورية يقودها بشار بروح انتقامية وحقد عقائدي بغيض تسانده دول تجد الرغبة التاريخية الدفينة في هزيمة العرب في أي شكل من الأشكال وهي رواسب تاريخية قديمة؛ فإيران وريثة مملكة فارس والإمبراطورية الساسانية التي كانت إلى زمن عمر بن الخطاب أكبر الامبراطوريات في آسيا الوسطى والشرق القديم، أما روسيا فهي الدولة المستعمرة للجمهوريات الإسلامية مثل دول: تركمستان، أوزبكستان، كازاخستان، كيرغيرستان، طاجاكستان. والتي تعتقد أن تلك الدول انتزعت منها جبراً وقصراً وأن الإسلام زرع في حدود ومحيط بلاد الروس في ظرف تاريخي غامض ساهمت فيه الجيوش العربية والدولة المغولية بعد إسلامها والامبراطورية العثمانية وشعوب: بلاد الجبال, وبلاد ما بين النهرين, وأيضاً بلاد ما وراء النهرين. كما أنها ترى في سوريا القاعدة الرئيس في البحر الأبيض المتوسط..
المقاربات التاريخية مهمة سواء ان كان جاء مسلسل عمر بن الخطاب مصادفة, أو أنه رمية رام قاصد وبوعي محملاً بالإسقاطات والرمزية التاريخية لربطها مع الوقع, وان ما يحدث في سوريا هو امتداد للمواجهة ما بين الشعوب الإسلامية والغزاة المجرمين أيا كانت سحن وجوههم عربية أو أعجمية أو رومية أو حبشية فالقتلة في التاريخ واحد، وما يفعله بشار الأسد في سوريا لم يفعله قائد سابق طوال تاريخ الشام لأن دمشق وبلاد الشام كانت تقاوم الغزاة والغرباء فقدرها الجغرافي واقع ما بين كماشتي آسيا الوسطى, ومطامع الغرب الأوربي وإنها على أهم الموانئ والشواطئ الرئيسة في البحر الأبيض المتوسط الذي كان يطلق عليه فيما مضى بحر الروم حين كان الروم يجبون بسفنهم شواطئ ومدن هذا البحر.. في حين كانت الخلافة الإسلامية تتحرك في سورية لاستعادة مدنها وكرامتها من غزاة الشرق.