معاناتنا مع العمالة الأجنبية مستمرة بسبب ضعفهم المهني وافتقارهم للمهارات المطلوبة للعمل، أياً كان نوعه، سباكة وكهرباء وإصلاح سيارات إلى آخر القائمة الطويلة من الأمور التي نعتمد عليهم فيها, وعلى مدى سنوات تعلموا فينا وكأنهم يتعلمون الحلاقة في رؤوس اليتامى ونحن لا حول لنا ولا قوة لأن اتكاليتنا هي من جنت علينا في المقام الأول، وهي من أوحت لنا بأننا لا نستطيع فعل شيء بدونهم رغم أنهم خربوا أكثر مما أصلحوا (وياما فيه أجهزة غالية الثمن خربوها), وكنا نقول إذا سلم العود فالحال تعود! لكن اليوم امتدت أيدي تخريبهم للعود ولم تعد أجسادنا في مأمن من حالات عبثهم وتخريبهم إذ أصبح اعتماد الغالبية من العائلات والعزاب في غذائهم على ما تقدمه المطاعم والمطابخ والبوفيهات التي تدير معظمها عمالة غير مدربة ومهيأة لتقديم الوجبات الصحية النظيفة. أعادني خبر تسمم عائلة أيام العيد لجملة حالات حدثت في الأشهر الماضية وتحديداً في مدينة الرياض وأغلق بسببها ثلاثة مطاعم لأيام معدودة وتطبيق عقوبات لم تكن مقنعة لأنها أقل بكثير من حجم الأضرار فصاحب المطعم قد يرى في مدة الإغلاق فرصة سانحة لتجديد الديكورات ومنح العاملين إجازاتهم السنوية وترميم المرافق المتهالكة في المطعم والتقاط الأنفاس, وعقوبة عشرة آلاف ريال قليلة ولا تردع المتجاوز وهو ما يعني أن قائمة العقوبات المطبقة ناقصة.
في مدينة الرياض مطاعم متنوعة من حيث الفخامة وجودة الخدمات المقدمة قليل منها جيد ومعظمها متدن ولا يرقى إلى درجة ولا حتى متوسطة من الثقة ولا يبعث على الاطمئنان؛ فقد تسببت مثلا وجبات بروستد متسممة في نقل أفراد أسرة إلى المستشفى, وعدد من المطاعم التي ترتكب المخالفات من مطاعم الوجبات السريعة ومنها مطاعم مشهورة عالمياً والعيوب الظاهرة للمراقبين أنها لا تراعي الضوابط والقواعد والاشتراطات الصحية وتتعمد تقديم مأكولات فاسدة أو مخزنة أو منتهية الصلاحية دون مراعاة للنظافة وكأنها تقدم تلك الوجبات لغير البشر. إذا دفعتك عصافير بطنك لواحد من تلك المطاعم فحاول دخول المطبخ لترى بعينيك الوضع المزري والقذارة المنتشرة في المكان بدءاً من الطباخين إلى الأواني والقدور السوداء والأدوات من سكاكين وملاعق وصحون وبلاطات التقطيع فقد تتخذ قراراً بعدم دخول تلك المطاعم مرة أخرى.
تستغرب كيف يحدث هذا في مطاعم العاصمة وليس في قرية نائية؟ ثم تتساءل هل هناك من يتابع ويزور ويتفقد ويطالب بتطبيق الشروط الصحية وكأنك في شك من الأمر؟ وإذا افترضنا أن موظفي إدارة صحة البيئة يمرون على تلك المطاعم فلنا أن نسأل عن شكل هذا المرور وهل الموظف من هؤلاء خفيف دم يمر مرور الكرام ويكتفي بالتحية والسلام؟ خلال خمس سنوات الأخيرة تم الإعلان في مدينة الرياض عن 115حالة تسمم وأجزم أن عشرات الحالات غيرها لم يعلن عنها بسبب قلة الوعي عند بعض المواطنين أو التكاسل في إبلاغ الجهة المعنية أو تطنيش الجهة لتلك الحالات فلا نستغرب إذن تفشي حالات التسمم فضعف العقوبات التي لم تصل إلى التشهير في وسائل الإعلام والإغلاق النهائي وسحب التراخيص من جهة وانعدام المتابعة أو ضعفها من جهة أخرى أدى إلى تخريب البطون بسم الميكروبات, فما رأي صحة البيئة في أمانة منطقة الرياض فيما يحدث؟
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15