الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح:

نجحت أمانة منطقة الرياض خلال احتفالاتها بعيد الفطر المبارك هذا العام، والتي أسدل الستار عليها مساء الثلاثاء، في تحقيق المعادلة الصعبة بين تنوّع وشمولية الفعاليات والابتكار والتجديد لاستقطاب كافة فئات مجتمع العاصمة وزوّارها للمشاركة في احتفالات عيد الرياض.

وتفوّقت أمانة الرياض عبر برنامج احتفالات العيد بأن جمعت بين الجوانب الاجتماعية والإنسانية - في إشاعة الفرحة والأهداف التنموية التي تعزز من قدرة مدينة الرياض في مجال صناعة المهرجانات وتنشيط حركة السياحة الداخلية.

وبدأت مؤشرات نجاح احتفالات عيد الرياض هذا العام جلية، من خلال الزيادة الكبيرة في الفعاليات الاحتفالية والتي بلغ عددها ما يزيد على 200 فعالية تواصلت على مدى ثلاثة أيام في 40 موقعاً تغطي جميع أحياء مدينة الرياض، وتتناسب واهتمامات العائلات والنساء والأطفال، مع الاهتمام بدرجة واضحة بالفعاليات المخصصة للشباب والتي أقيمت في 13 موقعاً.

وتجلت مقومات تميّز الفعاليات وما تشهده من تجديد وابتكار عبر إضافة موقعين جديدين - أقيمت بهما فعاليات عيد الرياض لأول مرة هذا العام، وهما الصالات الخضراء بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي ومدرسة ابن خلدون للبنات في عرقة في محاولة جادة لزيادة عدد المواقع المغلقة والتي تتوفر فيها قاعات مكيفة الهواء، لتجنب الحرارة العالية في المواقع المفتوحة قدر الإمكان، بالإضافة إلى استحداث عدد من الفعاليات والتي تعرض لأول مرة في احتفالات العيد مثل عروض «ستاند أب كوميدي» والتي تحظى بتفاعل الشباب - إلى جانب تكثيف مساحة الفعاليات التراثية والفلكلورية عبر 4 خيام شعبية لاستقبال عشاق التراث، وزيادة كم الفعاليات التي تستثمر طاقات ومواهب الشباب مثل عروض الإثارة والتحدي ومسابقة كسر حاجز الزمن والمنافسات الرياضية، وعروض السيارات المعدّلة والطيران بنظام التحكم عن بُعد.

وواصلت أمانة الرياض حرصها على إتاحة الفرصة للعائلات للمشاركة في احتفالات العيد في 6 مواقع، تتنوع فعالياتها بما يناسب جميع أفراد العائلة من الرجال والنساء والشباب والأطفال، ليستمتعوا معاً باحتفالات العيد، إلى جانب تخصيص 7 مواقع لمعايدة النساء والأطفال تحت إشراف لجان وفرق نسائية بنسبة 100% .

وتضمن برنامج احتفالات العيد 14 عملاً مسرحياً منها 8 مسرحيات للرجال والشباب شارك فيها نخبة من نجوم المسرح السعودي والخليجي، و4 مسرحيات نسائية، ومسرحية للأطفال، بالإضافة إلى عروض لفرقة الصم.

وحظيت الفعاليات المسرحية بنسبة كبيرة من الحضور الجماهيري طوال أيام العيد، حيث أغلقت عدد من المواقع التي استضافت العروض المسرحية أبوابها بسبب الإقبال الكبير الذي فاق الطاقة الاستيعابية لمواقع العرض.

وفي السياق ذاته كان الإقبال كبيراً على فعاليات المسرح النسائي والذي ضم مسرحيات «سواليف حريم» بمركز الملك فهد الثقافي ومسرحية الركادة زينة - والتي عرضت على مسرح مدينة الحكير لاند الترفيهية ومسرحية «مكتب التطبيق» على مسرح مدارس دار العلوم للبنات ومسرحية «الملقوفة» على مسرح مركز الملك عبد العزيز التاريخي.

وتميزت احتفالات عيد الرياض بتخصيص مساحة واسعة من الفعاليات لذوي الاحتياجات الخاصة في عدد كبير من المواقع، منها المؤسسة العامة لصوامع الغلال وجمعية الأطفال المعوقين ومركز الأمير سلمان الاجتماعي، بالإضافة إلى توفير كل التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة في احتفالات العيد في جميع المواقع الأخرى.

وتضمن برنامج فعاليات العيد في هذا العام زيارات لمعايدة المرضى المنومين في المستشفيات والذين حرمهم المرض من مشاركة ذويهم فرحة العيد، وذلك بمشاركة نجوم الفن والرياضة والإعلام، وهو ما أكسب الفعاليات أبعاداً إنسانية واجتماعية لتعميم الفرحة لكل فئات المجتمع.

ولمس جميع الذين زاروا مواقع الاحتفالات بوادر ثراء وتنوّع فعاليات عيد الرياض - ولمسات التجديد والابتكار - من خلال تكامل التجهيزات والخدمات في جميع المواقع، والشراكة الفعّالة بين الأمانة والجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص في تنظيم الاحتفالات والحرص على الاستفادة من إمكانات مدينة الرياض من الساحات والميادين والحدائق وممرات المشاة والمتنزهات في معايدة سكان الرياض وزوارها ونشر عدد كبير من الفرق الميدانية لمتابعة فعاليات العيد وصيانة مواقع الاحتفالات ونظافتها، وتركيب قرابة 2000 شكل جمالي مضيء في جميع الشوارع والطرق الرئيسة المحيطة بمواقع إقامة الاحتفالات ومئات اللوحات الإعلانية للتعريف بالفعاليات إلى جانب طباعة وتوزيع مليون نسخة من برنامج الفعاليات.

واستطاعت أمانة الرياض في احتفالات عيد الفطر هذا العام أن تستفيد من تقنيات الاتصال والمعلومات في استقطاب أعداد هائلة من المشاركين في الفعاليات، بدءاً من تدشين موقع خاص لاحتفالات العيد على شبكة الإنترنت يقدم بياناً بالأنشطة الاحتفالية في جميع المواقع ومواعيد عرضها وخرائط تشرح أفضل طرق الوصول لكل موقع مع بطاقات المعايدة المجانية والإجابة على الاستفسارات والمقترحات والاطلاع على لقطات تليفزيونية لعدد كبير من الفعاليات - مروراً بتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر للتعريف بتفاصيل الفعاليات، وقناة خاصة على يوتيوب. وتسهيل كافة الإجراءات لمندوبي وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لمتابعة الاحتفالات.

ورفعت أمانة الرياض حالة الاستعداد بمركز طوارئ الأمانة ( 940 ) قبيل بدء الفعاليات لتلقّي أي ملاحظات حول الاحتفالات والتعامل مع الشكاوى والمقترحات بالتنسيق مع الجهات المعنية.

ومع بدء الفعاليات تحوّلت مؤشرات النجاح إلى حقيقة ملموسة بشهادة المشاركين في الاحتفالات من سكان مدينة الرياض أو الوافدين إليها من أبناء المناطق الأخرى، حيث تجاوز عدد زوار كافة مواقع الفعاليات خلال ثلاثة أيام مليوناً ونصف المليون زائر، حيث فاق الزوار في عدد من المواقع طاقتها الاستيعابية مثل حديقة مناخ الملك عبد العزيز، وساحة العروض بالطريق الدائري الشرقي، وساحة منتزه شرق الرياض بحي القادسية، وساحة الدوح، وساحة السويدي، ومركز الملك عبد العزيز التاريخي، ومركز الملك فهد الثقافي، والصالات الخضراء وعدد من المواقع الأخرى.

وعبّر المشاركون في الاحتفالات في استبيان أجرته أمانة الرياض عن تقديرهم لجهود الأمانة في إقامة فعاليات العيد، مطالبين بزيادة عدد أيام الاحتفالات.

وإذا كان الإقبال الجماهيري على الفعاليات هو المؤشر الدقيق على نجاح وتميز احتفالات عيد الرياض، فإن حجم فرص العمل التي تم توفيرها طوال أيام العيد والتي تجاوز عددها أربعة آلاف فرصة عمل مؤقتة للشباب - يمثل مؤشراً على نجاح الفعاليات في تهيئة الشباب لسوق العمل وإكسابهم خبرات في مجالات مختلفة ومتنوّعة تبعاً لتنوّع الفعاليات التي تجمع كثيراً من الأعمال والمهن.

ومؤشر آخر على نجاح الفعاليات قدرة نجوم وصنّاع مسرح العيد، الذين أكدوا أن احتفالات عيد الرياض وما تشهده من منافسة بين الأعمال المسرحية - كان لها أكبر الأثر في رفد المسرح السعودي وتجديد دمائه بعدد كبير من المواهب الشابة والتي أتاحت لها فعاليات العيد مشاركة كبار النجوم في أعمال تجمع بين المتعة والفائدة والترفية الهادف.