الإعلام هو ما يعكس المجتمع.. الإعلام هو إعلام الناس عن حقائق ووقائع، ذلك ما يعرفه الجميع عن الإعلام... لكن إعلام اليوم بات أي شيء غير ذلك، فالإعلام المرئي أصبح يعكس كل شيء موجود لكنه ليس موجودا في مجتمعاتنا، فالمسلسلات الخليجية أصبحت عبارة عن بكاء وهموم وألم ودم وخصوصا المسلسلات الكويتية التي أظهرت الرجل بمظهر الخائن الذي لا أمان له.. أظهرت المرأة بمظهر الفاشلة التي لا تهتم إلا بالموضة والأكل والنوم، حتى أصبح هذا التضليل سببا رئيسيا للكثير من المشاكل التي غزت البيت الخليجي، فالثقة باتت مهزوزة بين أفراد العائلة الواحدة، حتى بات الأخ لا يثق بأخته والعكس، والزوج مهزوز الثقة بزوجته وهي تبادله نفس الشعور، وذلك بسبب أغلب المسلسلات الخليجية التي يردد مؤلفوها على أنها هادفة.
وعلى النقيض فالمسلسلات السعودية في وقتنا الحالي أصبحت عبارة عن تهريج وتقليد متهكم للشخصيات الناجحة بشكل مبالغ به، وكأنهم بذلك يخاطبون المشاهد بقولهم أرجوك اضحك...
كما أن القنوات الإخبارية التي اتخذت من الدم شعارا لها، أصبح نقلها للحروب صوتا وصورة هو وسام تميز يمنحه إياها المشاهد كما تعتقد.
كما أن امتلاء قائمة الفضائيات العربية بالقنوات الغنائية بات أمرا غريبا، فمحطات الغناء في هذا الزمان أصبحت أكثر بكثير من القنوات الهادفة، فهل في ذلك دلالة على أن إعلام العرب أصبح إعلام دم وتهريج وطرب.!!
لا ألوم الشباب بل وحتى الفتيات على تحولهم المفاجئ للإدمان على الدائرة المنفوخة (كرة القدم)...
وفي الجهة المقابلة الإعلام المقروء أصبح أرضا خصبة لاقتصاص الحق من الغير، أصبحت أخبار تتبع الأهواء ولا تتبع الحقيقة، بالإعلام المقروء لا تقع عيناك إلا على مجاملات للكبار وتعرية الصغار، والأكثر مرارة هو تعدّد الصحف الإلكترونية التي أصبحت مروّجا للكذب دون حسيب ولا رقيب ولا رادع.