الابتسامة أمر مطلوب وطريق مختصر لكسب القلوب وكسر الحواجز، وهي من أسباب السعادة والنجاح، لأنّ أصحاب الابتسامة أسعد من غيرهم وهي رمز الحب والود وتمتص غضب الآخرين وتهدئ من روعهم وغضبهم، وتساعد على فتح قلوب الناس بعضهم لبعض، وهي إحدى لغات الجسد التي منحها الله للإنسان ووسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي لدى الإنسان، كما أنها سلاح فعّال للتقرُّب وحسن التوجيه والتودُّد للآخرين، وتعبير صادق وإشراقة أمل تميّز الإنسان لما لها من تأثير بالغ ومفعول ساحر على الآخرين، فقد فطر الله الناس على محبة صاحب الوجه المشرق الباسم، وقد كانت الابتسامة إحدى صفات النبي (صلى الله عليه وسلم) التي تحلّى بها وحثّ عليها في قوله «وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة»، وقوله «لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق».
وإذا كانت الابتسامة أمراً مطلوباً لعامة الناس، فهي من باب أولى مطلوبة لمن يقوم على خدمة الآخرين ويواجه الناس، وأقصد بذلك الموظف الذي يقوم بخدمة العملاء، سواء كان في القطاع العام أو الخاص مثل البنوك وشركات الاتصالات وموظفي العلاقات العامة وغيرهم، لأنّ الابتسامة من قِبلهم توحي للناس بالرضا والسعادة والطمأنينة وحتى لو كانت مصطنعة فلا بأس، حيث يدخلون السرور لقلوب الآخرين وتوصيل المعلومة بسهولة لهم وإبعاد جو الشحن والتوتر الذي يسود في بيئة العمل، وخصوصاً الأطباء والممرضين لتأثير الابتسامة، وأنها جزء من علاج المريض. إذاً لا بد أن تكون الابتسامة جزءاً رئيسياً من ثقافتنا في العمل والمنزل وكافة شؤون الحياة، ذلك أنها سبب رئيسي في كسب محبة ورضا وسرور الناس.