الجزائر- محمود ابو بكر:
كشف المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينيَّة والأوقاف الجزائري عدة فلاحي، لـ»الجزيرة» أن هناك مبادرات فردية قام بها مجموعة من الأئمة والدعاة بفتح نقاش مع بعض الإرهابيين السابقين داخل السجون وخارجها، بهدف حملهم على نبذ العنف والتطرف.
وقال فلاحي بأن وزارته لم تُعط أي توجيه في هذا السياق للأئمة المعنيين بهذه المبادرات الفردية الهادفة إلى تكريس خطاب الاعتدال والوسطية.
كما أنها لم توجه أي تعليمات تخص هذا الموضوع من منطلق أن مثل هذه المبادرات لا تحتاج إلى أوامر فوقية ما دام أن الأمر يدخل في إطار المهام الأساسيَّة للإمام التي ترتكز على «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
وحسب ذات المتحدث، فإن «مثل هذه المبادرات تدخل في صميم دور الإمام المنصوص عليه في القانون الأساسي لسنة 2001 طبقًا للقاعدة التي تنص على أنه أينما كانت المصلحة فثمة شرع الله، وهو ما يتحقَّق من خلال هذه المساعي الحميدة التي تتوافق مع السياسة العامَّة للبلاد الهادفة إلى تكريس السلم والأمن ونبذ كل أشكال العنف والتطرف الديني، وخصوصًا أن هذا الأخير أفضى إلى عشرية سوداء عانت من ويلاتها البلاد والعباد».
وأضاف فلاحي بأن الوزارة تُبارك هذه الخطوات النابعة من وحي الشعور بالمسؤولية لدى الأئمة، مؤكدًا بأن هناك بعض الحوارات والنقاشات التي تمَّت في برامج مثل إذاعة القرآن، وأدت إلى نتائج إيجابيَّة جدًا، نافيًّا وجود أي معلومة على مستواه حول أسماء الدعاة والأئمة الذين يقفون وراء مثل هذه المبادرات، ولا الأماكن التي تتم فيها اللقاءات.
وبرأيه، فإن «مساعي الأئمة الهادفة إلى تعزيز المصالحة الوطنيَّة ولو عن طريق مبادرات فردية، بإمكانها تفويت الفرصة على المتوجسين الذين يتحيّنون الفرص، ويتربصون الدوائر لإدخال الجزائر في أجندات سياسيَّة معينة، خاصة في خضم التحولات التي يشهدها العالم العربي في السنتين الأخيرتين»، مضيفًا أن «المصالحة الوطنيَّة لا يمكن أن تُبعث بشكل قوي وعميق إلا في إطارها الديني وبأبعادها الدنيوية والأخروية›» - على حد قوله-.