ظاهرة جديدة وغريبة بدأت تكثر في المجتمع في المساجد والبيوت والطائرات والقطارات والمحلات التجارية وغيرها من الأماكن التي يجد فيها المسلم فسحة لقراءة القرآن الكريم، فإنك لتعجب خاصة في المساجد يوم الجمعة وأنت ترى الكثير من المصلين يقرؤون القرآن بواسطة أجهزة الاتصال الحديثة (عبر الشاشة الصغيرة) مع توفر المصاحف في المساجد بما يزيد عن الحاجة بكثير بفضل الله ثم بفضل ذلك المشروع الخيري مطبعة الملك فهد - رحمه الله - بالمدينة المنورة للمصحف الشريف.
حقيقة إنها ظاهرة ملفتة للنظر تحتاج إلى وقفة فاحصة قبل أن تعم وتهجر المصاحف تماماً، وفي نظري أنها ظاهرة سلبية تتعارض مع أهداف ذلك المشروع الخيري الذي عم بلاد المسلمين في كل مكان.
هل شعر المسئولون في وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد التي تقوم مشكورة بتوزيع المصحف الشريف في داخل المملكة وخارجها بتلك الظاهرة، وهل هناك دراسة للحد منها؟
لا بد من توعية المجتمع بفقه الأولويات، وأن قراءة القرآن عبر أجهزة الاتصال إنما يكون في حال عدم توفر المصحف لدى القارئ، أما مع وجوده وفي متناول يده فلا ينبغي هجر المصحف الذي إنما وجد في أماكن العبادة للتلاوة، وبطباعة فاخرة تريح القارئ، ومهما كان من المبررات في استخدام أجهزة الاتصال فتبقى القراءة في المصحف أولى، إن لم تكن أفضل. ومن الغريب في الأمر: أني لما رأيت من بجواري في المسجد يقرأ عبر جهاز الهاتف ناولته المصحف ليقرأ فيه بدلاً من الهاتف فقال: شكراً أنا تعودت على الجهاز.
هذا ما كنا نخشاه أن تصل الحال إلى تقديم الأجهزة وتفضيلها على المصاحف.
همسة في أذن كل قارئ للقرآن ألا يرضى بالمصحف بديلاً إلا عند تعذر الحصول عليه، لنستشعر هذه النعمة التي أنعم الله بها علينا على يد ولاة أمرنا وفقهم الله لكل خير ونفع بهم الإسلام والمسلمين.
dr-alhomoud@hotmail.comالمعهد العالي للقضاء