قبل فترة من الزمن مضت دعا قائد بلادنا الملك عبدالله - أيده الله - إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى الدخول لمرحلة أقوى وهي الاتحاد وهذه الدعوة من الملك عبدالله لا تعني التأثير على سيادة أي دولة من دول المجلس بل إن السيادة مستمرة والدعوة للاتحاد تتضمن الاتحاد في الكلمة وفي المواقف وفي التنسيق و الاقتصاد وغير ذلك من مجالات الخدمات واليوم وبفضل الله ثم دعوة خادم الحرمين الشريفين إخوانه قادة الدول الإسلامية عقد بمكة المكرمة القمة الإسلامية الطارئة وذلك لتدارس كل ما يهم المسلمين وقضاياهم وفي مقدمتها قضية القدس وحقوق الشعب الفلسطيني إضافة لما يعانيه المسلمون في بعض الدول من قتل ومجازر وتشريد وانتهاك للحقوق الإنسانية.
والمسلمون متفائلون من نتائج القمة الإسلامية لأنها انعقدت في شهر كريم وهو شهر رمضان المبارك وفي العشر الأواخر منه ولأن مكان الانعقاد هو أشرف بقعة على الأرض وهو بيت الله الحرام الذي بناه سيدنا إبراهيم عليه السلام قبل ثلاثة آلاف سنة ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين. فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) الآية 96، 97 من سورة آل عمران وولد بالقرب منه خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
ولأن الدعوة لهذه القمة صدرت من قائد جعل شؤون المسلمين وقضاياهم من أولويات اهتماماته والدليل على ذلك أن دعوة الملك عبدالله لإخوانه زعماء الدول الإسلامية لعقد القمة الإسلامية الطارئة في مكة المكرمة شملت رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية رغم سوء التفاهم الذي مرت به العلاقات بين المملكة وإيران في الآونة الأخيرة، فالملك عبدالله هنا فضل المصلحة العامة للمسلمين على المصالح الجزئية وهذا أمر يحسب له وفقه الله لما يحبه ويرضاه.
إن تدارس قضايا المسلمين ومواجهتها بشكل جماعي أمر يتمشى مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعو المسلمين إلى وحدة الكلمة والاعتصام بحبل الله عز وجل (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 103 آل عمران.
ولذا فقد كان لبلادنا فضل السبق في الدعوة إلى اتحاد المسلمين ففي سنة 1969م تم عقد أول قمة أسلامية في العاصمة المغربية بفضل الجهود التي قام بها آنذاك الملك فيصل- رحمه الله- والذي سار على نهجه كل من الملك خالد والملك فهد- رحمهما الله- وها هو الآن الملك عبدالله يجدد السير على هذا النهج المبارك بعقد قمة طارئة لزعماء الدول الإسلامية تقوي من تضامن المسلمين وتشد أزرهم التي تعلق عليها الشعوب الإسلامية آمالا كبيرة.
asunaidi@mcs.gov.sa