يجتهد بعض العاملين والعاملات في إدارات الخدمة الاجتماعية بمستشفياتنا الحكومية، في إضفاء الفرح والسرور على قلوب الأطفال المنومين، خلال أيام العيد، فينقلونهم بحنو إلى قاعات الاحتفال، ويكونون معهم كل الوقت، لا يفارقونهم حتى تنتهي كل الفقرات، ثم يعيدونهم إلى غرفهم، ليقضوا بقية فترات العيد مع هداياهم وألعابهم.
إن بقاء الطفل في المستشفى أثناء مناسبة حبيبة على قلبه، يُعد حزناً حقيقياً له. ولن ينزع هذا الحزن، سوى زيارات أهله وأقاربه، طيلة أيام العيد. كما أن اهتمام الإدارات المعنية بالمستشفيات بنفسيته، بعد أوقات الزيارة، سيسهم في إسعاده.
ما يؤرقني، خلال هذه الفترة الحساسة، أن يتعامل بعض موظفي أو موظفات المستشفى مع الأطفال بقسوة وبفظاظة، كون إدارة المستشفى ألزمتهم بالعمل، خلال أيام العيد. مثل هذا النمط من الموظفين، يجب أن تنتبه لهم إدارات المستشفيات، فتبعدهم عن الأطفال قدر الإمكان. فالموظفات أو الموظفون الذين يتعاملون مع الأطفال، على أساس أنهم دفتر توقيع، يجب أن يبقوا في بيوتهم، وأن يُستبدلوا، بمن يحبون هذه الأعمال الإنسانية. وأنا حين أسوق هذه الملاحظة، فلأنني عايشتها، ورأيت حجم انكسار الطفل، حينما يدفعه الموظف أو تدفعه الموظفة دفعاً إلى قاعة احتفالات العيد!!