ليس غريباً أن يصدر بيان من علماء الشيعة في القطيف، يؤكدون فيه وحدة الوطن وقوة الانتماء لهذه الأرض الطيبة، وسِلمية أي حراك، ونبذ أي مظهر من مظاهر الفتنة أو المس بأمن هذا البلد.
الذي يعرف أهل القطيف وتاريخها ويتتبع محاضرات وندوات علمائها ومثقفيها، يعلم تمام العلم بأنَّ ما صدر من بعض الغلاة والمتطرفين من أعمال تخريبية لا تتوافق مع الروح السمحة لأهل القطيف.
جميعنا من نهتم بالقضايا الوطنية والسياسية وخاصة ذات الشأن المحلي والإقليمي نتابع ما يقدمه الشيخ حسن الصفار، الذي اعتبره أنا شخصياً داعية تسامح وسلام يحارب التطرف والغلو من أي جهة ومن أي مصدر، وله مواقف ضد غلاة التفرقة، ولهذا فإنه يُحارب من تلك الفئة الضالة التي لا تختلف في ضررها وخطورتها عن الغلاة الذين يتبعون الفكر الضال ممن ينتمون إلى القاعدة، فكلاهما ينتهج الإرهاب لغرض فكره المنحرف الضال، وكلاهما يسعى إلى تخريب الوطن وتدمير إمكانياته وهدم الاستقرار وتخريب الأمن. والشيخ حسن الصفار الذي يشارك بفعالية في مؤتمرات الحوار الوطني يشارك في نشاطه وسعيه إلى إشاعة التسامح والمحبة وتحصين أبناء القطيف بل وأبناء المملكة من الفتنة التي يسعى الأعداء إلى نشرها، يشاركه في ذلك علماء أفاضل عديدون منهم الشيخ عبدالله الخنيزي والشيخ علي الناصر. كما أنَّ محافظة القطيف تتميز بوجود طبقة مثقفة وشباب واعٍ يعقد المنتديات والقاءات الفكرية، وتبرز العديد من الشخصيات الشابة التي لها باع عالٍ في الثقافة والفكر، من شعراء وكتاب وفنانين. ولهذا فإنَّ ظهور فئة ضالة في هذه المحافظة ورغم قلتها إلا أن ذلك يعد نشازاً يتعارض مع ما تشهده المحافظة من حراك ثقافي وفكري، يظهر سمواً في الفعل والقول، وليس كما حاول أن يُظهره الضالون الذين نفذوا بضع عمليات تخريبية حاولت استغلالها جهات تتصيد أي عمل يسيء للمملكة، لتظهره وكأنه يعبر عن أهالي القطيف، فجاء بيان العلماء في المحافظة المعزز بتأييد ومساندة المثقفين والشباب في مدن القطيف ليظهر الموقف الصادق والنقاء الدائم للقطيف وأهلها ذات التاريخ المتصل بالحب والإخلاص التفاني لهذا الوطن وقيادته.
jaser@al-jazirah.com.sa