في الذاكرة ألف صورة وصورة باهتة تلح عليك..
ما بين خطوة باءت بالفشل وأخرى تتمنى كثيراً لو لم تكن..
تستحضر جمالا مضى وتحاول جاهداً كسر حدة غياب بعيد المدى..
تحاول قدر الإمكان الاحتفاظ بقطرات الشهد لكنك ورغم كل هذه المحاولات لازلت تستشعر شيئاً من المرارة في أعماقك لا تعلم من أين تخاتلك ولا من أي باب تفاجئك؟
هكذا تبدو حياة الكثيرين منا، بل هي كذلك لأنها حياة..
لكنك تحيا الآن نبضاً مختلفاً لزمن مختلف، إنه العيد هكذا أخبرتك خفقات نورانية ذلك المساء..
في العيد تبحث عن فرح ما، عن ألق ما.. عن نقطة انطلاق.. تجتاحك رغبة في تحريك كل ما حولك ليصبح أجمل.. في العيد تبحث عن متعة بريئة تسعدك وتجدد روحك رغماً عن كل العثرات والصور السيئة حولك..
تبحث عن هذه المتعة طواعية وبشكل تلقائي لأنها وحدها هي السبيل للتفاؤل بالقادم..
ثمة ما يندرج تحت عنوان المتعة لكنه لا يمنحك شيئاً بل يأخذ منك، يأتي مثالاً على ذلك لقاء أو “جلسةٌ ما” مع شخص أو أشخاص كنت تفترض أنها رائعة وجميلة لكنها لم تكن كذلك فمن صادفتهم وشربت نخب لقائهم كانوا أبعد ما يكونون عنك، كنت تتحدث إليهم، في الحقيقة أنت لم تفعل فمثلهم لا يمتلك قدرة على مشاركة فعالة حتى بمجرد الحديث إما لأنهم غير قادرين على الإصغاء وإما لأنهم منشغلون بذواتهم.. الحالة الأخرى التي تأتي مثالاً هنا، ذلك الجلوس ساعات طويلة أمام التلفاز، أصابعك تعبث “بالريموت كنترول” والصور المختلفة تتوالى أمام عينيك، وبعد ساعات تكتشف أنك لازلت في موقعك، لم يتغير شيء سوى أنك كنت تبحث عن استراحة لعقلك من التفكير.. لكن هل أفلحت؟ تشك في ذلك!
في الوقت ذاته ليس أجمل متعة من الاستغراق في قراءة كتاب ما حتى في أوقات العيد، بالطبع بعد الفراغ من لقاء الأصدقاء والأحبة.. ليس أجمل من أن تختلي بصديقك الوفي، الأغلى والأمثل، الكتاب..
من أجمل ذكرياتي مع العيد أنني أعدت قراءة رواية البؤساء كاملة ذات عيد، حقيقة لا أتذكر الآن ما هو المحرض الحقيقي لتلك القراءة..! وأيضاً أنهيت قراءة ليلة المليار لغادة السمان ذات عيد أضحى.
(2)
الكتب كالبشر، بعضها يجذبك عنوانه فتسارع إليه فيصدمك مضمونه والبعض الآخر لا تشعر بكثير من الاندفاع تجاهه بسبب عنوانه البائس وتصميم غلافه الذي لا يثير الدهشة لكنه يشدك وتستغرق في قراءته حتى تنسى ذاتك، كذلك يبدو الآخرون بالنسبة لكل منا.
(1)
وحدي وأنت منذ أشرقت شمس الصباح، خطوت خطوات وأغلقت الباب خلفي، لا يزال عطرك بين طيّات وشاحي..
لحظتها شعرت بأني أميرة زماني، كم أنت رائعة سيدتي الكتابة.