تمضي الأيام والسنين لكنك لا تشعر بها، وترسم على ملامح جسدك عمرك الفاني، لكنك لا تلاحظ أو لا تود أن تلاحظ! ما زلت تظن بأن العمر قد توقف بك عند سن الـ20!
في صباحك الباكر تحرص على صبغ شعيرات بيضاء بالسواد، رغم أنك صبغتها قبل البارحة. ليس وحده البياض ما تهرب منه، بل ألم العظام.. وانكفاء الجلد.. وقائمة طويلة من المعاناة.
روحك المحبة للحياة لا تدرك أن جسدك له عمر محدد وقدرات محدودة، وفي طريقه للضمور.. وتعرف حكمة من سبقوك: (إن لم يهدك المرض.. سيهدك الكبر) لكنك تنسى أو تتناسى.. وتظل ترسم لنفسك جسداً لا تملكه!
أكثر ما يضايقك ترصف الآخرين نحوك، كأنك طفل صغير.. يخافون عليك حتى لا تؤذي نفسك! تصرخ فيهم باستمرار أن يدعوك وشأنك لكن حبهم لك يدفعهم لحمايتك من نفسك!
قبل النوم وفي لحظة صفاء تتذكر قبل سنين طويلة وأنت في ريعان شبابك عندما كنت تصافح مسناً من أقاربك وشاهدت صعوبة المشي لديه وارتجاف يديه عندما قال لك: (لا تكبر.. ترا الكبر شين).. لن تمشي ولن تأكل إلا بمساعدة الآخرين.. وإذا مد الله في عمرك قد لا تستطيع أن تفعل شيئاً بسيطاً دون مساعدة!
كنت تقول له مواسياً: نحن في الطريق سواء!
في الصباح الباكر تنسى ما حدث ليلة البارحة، وتبدأ في معاندة نفسك والآخرين.. إنه نفس الخطأ يتكرر مع كل إنسان إلا من رحم الله!
Tmadi777@hotmail.com