عيدكم سعيد وكل عامٍ وأنتم بخير.
تدار أزمات أمن النظم والمعلومات عبر ست مراحل نمطية متفق عليها قياسياً وهي:
1- الاستعداد، حيث تبادر المنشأة قبل وقوع أي حادث بافتراض وقوعه وافتراض الكيفية لإدارة المشكلة حتى انتهائها.
2- التعريف: باستخدام المراقبة وطرق الكشف، والاكتشاف المبكر للأزمة منذ بداية ظهورها.
3- الاحتواء: التمكن من العزل السريع للأنظمة المصابة أوتحجيم المشكلة بحصارها.
4- الاستئصال: بالاستفادة من الخطوة الأولى، إزالة المشكلة بالطرق المعتمدة والموثقة والمقرّة مسبقاً.
5- الاسترداد: استعادة العمليات واسترداد الحالة الطبيعية للتشغيل على كل المستويات.
6- توثيق الدروس المستفادة: الجلوس حول طاولة مستديرة لكل عناصر إدارة الأزمة لتوثيق الأداء والكيفية والدروس المستفادة من هذه الأزمة.
أخال أرامكو السعودية -وهي النموذج الرائد للقطاع السعودي الخاص- قد خاضت هذه الخطوات أو ما يماثلها يوم الأربعاء الماضي إذ شاعت الأخبار حول تعرّض شبكتها الداخلية لفيروس قام بأضرار بالغة على مستوى الحواسيب الشخصية للمستخدمين في الشبكة الداخلية، حسب ما نعرفه حتى الآن.
واجهت أرامكو السعودية الأزمة بشفافية بالغة وبحسِّ عالٍ بالمسؤولية حتى أنها خصصت رقماً للإعلاميين للمبادرة بالسؤال وتقصي المعلومة من مصدرها الرسمي بعيداً عن التكهنات ونأياً بإدارة الأزمة عن الشائعات.
وبينت الشركة في بيان لها أن الفيروس لم يخترق مكونات رئيسية للشبكة وبالتالي فلا تأثير على عمليات الإنتاج بفضل قوة أنظمة الحماية المتطورة.
بهذه الطريقة، وبهذه الفاعلية، تتحقق السيطرة على الأزمة ويتم «تحجيم» المشكلة بكل واقعية.
ترى، هل نرى نموذجاً كهذا في بقية المنشآت في وطننا الغالي؟
بغض النظر عن كونها حوادث أمن نظم ومعلومات أم غيرها، ما الذي كان سيتغير لو أديرت الأزمات التالية بالشفافية والوضوح والفاعلية كما في «فيروس أرامكو السعودية»؟
- أزمة حوادث وأعطال قطارات الخط الواحد.
- سيول جدة وشبكة تصريف الأمطار.
أرامكو مسؤولة عن عُشر الإنتاج العالمي اليومي ونحو خُمسْ الاحتياطي المؤكد للنفط.
ترى ماذا ستكون ردة فعل العالم الذي يترقب أخبارها التي تمسُّ استقرار الأسواق العالمية لو أنها تصريحات مركزها الإعلامي جاءت من قبيل:
- إعفاء أحد الموظفين لصغر سنه وقلة خبرته وتهاونه في التعامل مع الفيروسات.
- بعد سنتين من الحادثة، والتكتم على اسم المتسبب وهويته، وفي محاكمة سريّة، الحكم ببراءة جميع المتهمين وإجهاشهم بالبكاء.
عيدٌ بأية حالٍ عدتَ يا عيدُ؟ لن أقلِّب المواجع.
عيدُكم مبارك.
kowther.ma.arbash@gmail.com