|
بريدة - أحمد السالم:
رفعت مطاعم ومطابخ مدينة بريدة أسعارها أثناء عيد الفطر المبارك، في الوقت الذي أعلنت فيه جاهزيتها لاستقبال طلبات وإعداد الولائم؛ استعداداً لمواكبة الحدث الذي حتم على بعض العوائل وليمة العيد لديه في منزله أو استراحته. وشهدت المطابخ تنافساً محموماً بينها للظفر بأكبر عدد من الزبائن، الذين انهالوا عليهم بشكل كبير سواء بالحضور أو الحجز عبر الهاتف، حيث دعمت محالها بعدد وافر من العمال وجلبت أعداداً كبيرة من الذبائح تحسباً لأي ضغط في الطلبات، ومع هذا يجد الأهالي مبالغة كبيرة في الأسعار، واشتكى عدد منهم من حمى الارتفاعات التي طالت كل شيء. يقول المواطن محمد القفاري: جشع أصحاب المطابخ لم يقف عند رفع سعر طبخ الوليمة إلى 600 ريال للذبيحة، بل وصل الأمر ببعضهم إلى اشتراط شراء الذبيحة وبالسعر الذي يحدده دون أي تفاوض ولو حتى رؤية الذبيحة، الأمر الذي يزداد سوءاً إن رفض الشراء، وهو ما يعني عدم قبول طلبك في تجهيز وليمة العيد لديهم، ولعلمهم بأنك لا تملك أي خيار سوى القبول مهما كان شرطهم.
وأضاف القفاري: مررت على أكثر من مطعم في بريدة، وكان إصرارهم على هذا الشرط واضحاً، والذي يدل على استغلال هذه المناسبة الكريمة والتي أفسدها طمعهم، حيث يحرص الأهالي على عدم تكديرها حتى وإن كان الثمن باهظاً كما هو الحال مع هذه المطابخ. واستشهد القفاري بوقوفه خلال دفع مواطن مبلغ 5800 ريال لثلاث ذبائح فقط، وقال إن سعر الوليمة الواحدة يتراوح ما بين 1700 إلى 2200 ريال.
من جانبه أكد مسئول بأحد المطاعم المشهورة شمال بريدة عدم اشتراطهم على الزبون شراء الوليمة بكامل تجهيزاتها من عندهم، بل على العكس نحن نسعد بالزبون حين يجلب الذبيحة معه ويكون دورنا مقتصراً على الطبخ، إنه يسهل مهمتنا كثيراً. وحول أسعار الولائم يقول إن سعر الطبخ يكون 400 ريال، أما في حالة عدم جلب الزبون ورغبته في أن نجلب له الذبيحة فيكون سعرها بين 1800 إلى 2100 ريال فقط. الأسعار تتفاوت بحسب نوع الذبيحة وعمرها، فالخروف النعيمي المتوسط 1800 ريال والنعيمي الكبير 2400 ريال.
ويعلل عبد الرحمن أحمد عبيد مسئول الحجوزات بأحد المطاعم ارتفاع الأسعار باستغلال الموردين لهذه المناسبة السعيدة للعيد ورفعهم في سعر الذبائح، لذلك نشتريها نحن بثمن مرتفع وبالتالي لابد من تعويض هذا الارتفاع الذي تكبدناه بشكل معقول لا مغالاة فيه. ويضيف: أن مناسبة العيد يزيد فيها كل شيء حتى أجور العمالة التي تعمل أوقاتاً إضافية وفي وقت ثمين لذلك تطلب أجراً أعلى نضطر لتنفيذه حتى لا نخل في أدائنا لعملنا.
وعن سعر الصحن للوليمة الواحدة يقول عبد الرحمن 130 للصحن و 150 لصحنين و 180 لثلاثة و 200 لأربعة صحون.
وبزيارة مطبخ آخر التقينا بالمسئول فيه والذي أبدى تحفظاً على ذكر اسمه نافياً أن يكون هناك اشتراط لشراء الذبيحة من مطبخهم وأنه لا اختلاف في أيام العيد عنه في الأيام العادية، سوى في بعض الأسعار التي تطال بعض التجهيزات في المواد الغذائية كنوع الأرز أو الطلبات التي يشترطها الزبون، وتقتصر الزيادة فقط في 100 ريال أو 50 ريالاً للصحن. وأضاف أنهم مستعدون لطبخ أي شيْ حتى إن بعض الناس يحرصون على إحضار لحم حاشي بالكيلو ونعمل على إعداده ولا نعمل على توصيل طلبات الزبائن بحجة أننا نعمل على تحويل السواقين إلى عمال ترتيب وتجهيز.
وفي مطبخ آخر بذات الحي وجدنا الإجابة نفسها أن لا اشتراط على الزبون في شراء الذبيحة من المطبخ، أما الأسعار فيرى مدير المطعم أنها عادية قياساً بالغلاء الذي طال كل شيء من ذبائح ومواد غذائية وخلافها، الأمر الذي ينعكس بشكل طبيعي على الأسعار، نافياً أن يكون هناك استغلال من قبلهم لموسم العيد وفرحة الأهالي، أما أسعار الولائم فهي لا تختلف كثيراً حيث إن الوليمة تجهز بشكل كامل بمبلغ يتراوح ما بين 1300 إلى 2000 ريال.
ويرى المواطن علي الرشيد الذي التقيناه وهو يهم بطلب تجهيز وليمة العيد، أن الأسعار حارقة فعلاً ومبالغ فيها وما يقدمه أصحاب المطابخ غير معقول وغير مقبول، لتسويغ هذه الزيادة غير المقنعة، لكننا مضطرون لقبول السعر للازدحام والضغط الذي تشهده هذه المطابخ ولا نملك خياراً وإلا أن نحظى وأسرنا بفرحة العيد، بالإضافة إلى تدني مستوى النظافة.
وورصدت «الجزيرة» في سوق الطباخين مفهوم عالم الطباخين وهو الإنجاز في العمل مع عدم مراعاة مستوى النظافة والكشف عن وجود بعض الإهمال والتقصير ما يحتاج معه الى تكثيف الرقابة على المطابخ والمطاعم خصوصاً أوقات العمل الذي لا ينقطع خلال أيام العيد الثلاثة، والحرص على إستراتجية صحة الإنسان وغيابها حتما يؤثر بشكل سلبي وتزداد هذه المخالفات في ظل التسارع الذي تشهده تلك المحال في كسب أكبر عدد من الزبائن وضعف الرقابة.