ليس هذا أول مقال لي عن الأخ العزيز حميدان التركي والذي يعرف بقضيته معظم السعوديين. كانت لفتة طيبة من قناة روتانا أن استضافت عائلة حميدان وأكثر ما أثر فيها هو اتصاله بالبرنامج من سجنه في أمريكا فجاء حديثه مفعماً بالإيمان والصبر والأمل..
إضافةً إلى اتصالات أفراد عائلته بالمملكة، أسأل الله لهم الصبر والثبات وقرب الفرج بقدومه سالما معافى. ما أكتبه عن هذا الرجل ليس صدى لما يرد عنه في الإعلام أو مواقع التواصل في الإعلام الاجتماعي، إنما عن شخص زاملته في الجامعة وعرفته عن قرب في قاعة الدراسة وخارجها فكان نعم الصديق وخير عون لي ولغيري من الزملاء بعد الله عز وجل. جاء في هذه المقابلة حديث شقيقه الدكتور أحمد التركي صريحاً بل ونداء إلى من يفترض أن يتحرك لمتابعة قضية حميدان، متابعة لاهتمام أبي الجميع الملك عبدالله والذي ذكر أنه نزلت دمعته من أجل حميدان، فهذا الاهتمام والرعاية لعائلته من رأس الهرم ومن ملك الإنسانية، والسفارة السعودية في واشنطن بذلت جهوداً كبيرة من أجل القضية، لكن تبقى المشكلة في العمل القانوني واختيار المحامين والتأخر في صرف دفعاتهم المالية. إذاً النوايا ولله الحمد طيبة والعمل صادق لكن المشكلة تكمن في التنظيم والمتابعة؟ خصوصاً عندما نعلم أن اتفاقية تبادل المحكومين بين المملكة وأمريكا قد تمت وعلى السفارة السعودية البدء من الآن - وهذا نداء شقيقه الدكتور أحمد - لاتباع وعمل اللازم حيال نقل حميدان ليقضي محكوميته في وطنه. لمست كما غيري في حديث شقيقه الحسرة من بعض الموظفين في بعض القطاعات لدينا والذين يستكثرون تسهيل وقضاء حاجات إخوانهم المواطنين، وللأسف أنك تجد أحياناً أن تعطل مصلحة مواطن أو مواطنة أو ضياع شكوى أو قضية، تجد أن وراءها موظفاً صغيراً مرتبةً وتفكيراً، يرى بمحدودية تفكيره وضيق أفقه أنه حين يعطل أو يحرم مواطناً حقه أو مصلحته فإنه بذلك يريد أن يؤكد ويضخم حجمه ومكانته وهذا ما ابتلينا به في كثيرٍ من قطاعاتنا العامة وحتى الخاصة. بل حتى الجامعة التي يفترض بها أن تكون بمنأى عن مثل هذه الممارسات وأقصد بها جامعة الإمام بالرياض والتي ابتعثت حميدان التركي للدراسة العليا في أمريكا، قطعت بعثته مما يهدده أنه في حالة الإفراج عنه سيُعاد إلى السجن في كولورادو الأمريكية لأنه افتقد صفة الطالب فكأنه مقيم بطريقة غير شرعية!!، هل بلغت بالجامعة البيروقراطية هذا الحد، أم أن هذا كله حرص أم قلة موارد مالية؟ والحكومة ورأس هرمها حفظه الله تغدق على التعليم ميزانية هي من الأضخم في العالم بشهادة الدول العظمى. فما هكذا نهج الجامعات التي تروم مكانة مرموقة وتنشد رقي مجتمعها. الأمل معقود بالله سبحانه وتعالى ثم بالمسؤولين أنيترجموا اهتمام القيادة بحميدان وإخوانه في أمريكا وغيرها من الدول، البيرقراطية في الأصل إنما هي لتنظيم العمل وحفظ الحقوق لكنها صارت في عالمنا الثالث غاية لا وسيلة وعقبة أمام صاحب الحق وذي الحاجة، بيد ذوي الفكر المحدود والنفوس الصغيرة. نسأل الله الفرج لحميدان وأن يجمع شمله بأهله وأحبابه قريباً، ولكل مكروب أن يفرّج كربه، قولوا آمين, والله يرعاكم.
omar800@hotmail.com