ارسل ملاحظاتك حول موقعنا Monday 20/08/2012 Issue 14571 14571 الأثنين 02 شوال 1433 العدد 

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تمتد تويتر لتصبح منفذاً للدبلوماسية الدولية، فنحو ثلثي قادة دول العالم لديهم حساب في تويتر، يتصدرهم الرئيس الأمريكي أوباما بأكثر من 17 مليون متابع، يليه الرئيس الفنزولي بأكثر من ثلاثة ملايين، ثم بأكثر من مليونين لكل من: البيت الأبيض الأمريكي، والملكة رانيا، والحكومة البريطانية.

تمتد تويتر لتصبح منفذاً للدبلوماسية الدولية، فنحو ثلثي قادة دول العالم لديهم حساب في تويتر، يتصدرهم الرئيس الأمريكي أوباما بأكثر من 17 مليون متابع، يليه الرئيس الفنزولي بأكثر من ثلاثة ملايين، ثم بأكثر من مليونين لكل من: البيت الأبيض الأمريكي، والملكة رانيا، والحكومة البريطانية.

فكيف يتواصل قادة العالم بين بعضهم عبر تويتر؟ وهل تصبح تويتر بديلاً للدبلوماسية التقليدية؟ للإجابة على هذين السؤالين ظهرت مؤخراً دراسة فريدة من نوعها قام بها مركز بورسون مارستيلر للعلاقات العامة تهدف إلى تحديد مدى استخدام قادة العالم لتويتر من خلال تحليل حساب 264 حكومة في 125 بلداً. وقد استحدثت لذلك مصطلحاً جديداً، وهو Twipiomacy»» دامجة كلمتي توتير والدبلوماسية.. إنها دبلوماسية تويتر! فهل هذا المصطلح جدير بمعناه؟ بمعنى هل ستكون هناك تويتر دبلوماسية؟

توضح الدراسة أن النسبة الكبيرة للقادة المسجلين في تويتر لا تعني أنهم يستمعون لبعضهم بعضاً، أو أنهم يتواصلون عبر تويتر. فحتى حساب أوباما وهو الأكثر شعبية يتابعه فقط ربع القادة ورؤساء الحكومات (76 حساباً)، بل حتى حساب البيت الأبيض لا يتابع حساب الرئيس الأمريكي الذي بدوره لا يتابع أو لا يوجد له حساب مشترك إلا مع اثنين من قادة العالم (رئيس وزراء روسيا والنرويج). أما أفضل من لديه حساب مشترك بين قادة العالم فهو رئيس الاتحاد الأوربي بأحد عشر حساباً، يليه رئيس الوزراء الأسترالي.

بالمقابل فالرئيس الروسي بوتين والسنغافوري والهولندي مع 35 من الزعماء الآخرين لا يتابعون أي حساب، عازلين أنفسهم عن أي نوع من المحادثة. بينما رئيس الوزراء الأوغندي والرئيس الرواندي هما الأكثر محادثة بين قادة العالم في تويتر حيث أكثر من 90% من تغريداتهم هي ردود. كما يعد رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي من أكثر القادة المتفاعلين في تويتر، مخصصاً خمس تغريدات للرد على متابعيه الأربعة والخمسين ألفاً. كذلك الرئيس اللبناني ميشيل سليمان هو من الرؤساء القلة الذين يتواصلون مع متابعيهم، وعددهم 39 ألفاً.

وتوضح الدراسة أن توتير يمكن أن يقلص الفجوة بين الناس وحكوماتهم، إلا أن السياسيين غالباً ما يكتشفون تويتر خلال حملة الانتخابات ثم ينسونه بعد ذلك، مثل حساب الرئيس البرازيلي والرئيس الفرنسي اللذان أهملا متابعيهما بعد فوزهما بالرئاسة. وأكثر شعبية دبلوماسية يحظى بها تويتر هي بلدان شمال وجنوب أمريكا حيث تظهر فيه 80% من نشاطات حكوماتها. وكان أوباما هو أول من سجل في تويتر (عام 2007) تلاه الرئيس المكسيكي.

على مستوى المتابعين لحسابات القيادات السياسية في العالم العربي، تأتي الملكة رانيا أولاً، كما أشرت في المقدمة، ثم يحل ثانياً الشيخ محمد بن مكتوم أمير إمارة دبي، بأكثر قليلاً من مليون متابع، بينما يحل في ذيل القائمة رئيس وزراء العراق بنحو 385 متابعاً. أما على مستوى الحكومات فالمملكة العربية السعودية هي الوحيدة التي لديها حساب في تويتر بنحو ألفين وستمائة متابع.

وعلى مستوى الكيانات والأحزاب السياسية في العالم العربي، تأتي الأحزاب الإسلامية في المقدمة، حيث لتنظيم الإخوان المسلمين في مصر 37 ألف متابع، ثم حزب العدالة والتنمية المغربي بنحو 18 ألفاً، وحزب النهضة التونسي بحوالي 17 ألف متابع.

وعلى مستوى الشخصيات العامة، يتصدر الدعاة السعوديون القائمة، بالشيخ محمد العريفي بنحو مليونين وربع مليون متابع، وفي حدود مليون ونصف مليون لكل من: الشيخ عايض القرني والإعلامي أحمد الشقيري والشيخ سلمان العودة. والسعوديون هم الأكثر نشاطاً في تويتر، فتغريداتهم تتصدر القائمة العربية بلا منازع (تقرير كلية دبي للإدارة الحكومية)، وتغريداتهم تشكل 30% من تغريدات العالم العربي.

إلا أن بعض التقارير الصحفية (صحيفة الاقتصادية، تقرير مشعل الحميدان) كشفت عن أعداد وهمية ضخمة لمتابعين مزيفين لبعض المشايخ والدعاة السعوديين، موضحة أن هناك جهات تجارية متخصصة لبيع هذه الحسابات الوهمية. وكان رجل الأعمال السعودي عبد الرحمن الخراشي أثار هذه القضية كاشفاً لعبة الأرقام الضخمة لبعض الشخصيات المشهورة حين حصل في وقت قصير على عشرات الآلاف من المتابعين الوهميين، مبيناً أن المسألة هي مجرد شراء المتابعين. وكنت قبل هذه التقارير ناقشت في مقالي «خدعة تويتر في السعودية» مسألة زيادة أعداد المتابعين عن أعداد المستخدمين العرب في تويتر مما يدعو للتساؤل عن وجود خدعة!

وبالعودة إلى تأثير تويتر على الدبلوماسية الدولية تخلص دراسة مركز بورسون مارستيلر إلى أنه رغم أن تويتر يعد وسيلة حيوية للدبلوماسية فإنها بعيدة جداً عن أن تصبح بديلاً للدبلوماسية التقليدية. بل إن مجرد توقع هذا التأثير لتويتر هو ضرب من العته، حسب تعبير جيمس كارافانو مؤلف كتاب «حرب الويكي: الصراع في شبكة التواصل الاجتماعي»، (الذي صدر مؤخراً.. ويكي تعني السرعة في لغة هاواي). يقول كارافانو: «إذا ظن أحد أن 140 كلمة (وهي الحدّ الأقصى للتعليقات في تويتر) هي حل دبلوماسي لمشكلات العالم فإننا فعلاً في مشكلة. تويتر لم يوجد للدبلوماسية. بل حتى ليس للمحادثة».

ويوضح كارافانو في كتابه أن أغلب قادة العالم يمكنهم بعث رسائل لكن في الغالب دون محادثة مع المستخدمين الآخرين لتويتر. فهذه الوسيلة تفتقر إلى إمكانية لدبلوماسية حقيقية، وهي يمكنها فقط تعزيز الدبلوماسية عبر وسائل أخرى. ويقول: «إذا أردت استخدام تويتر كأداة تواصل، عليك أن تتعامل معها بمزاج واسع وتحدد الجمهور، ثم بعد ذلك تحاول معرفة كيف تجذبهم إلى موقع مختلف، سواء عبر الفيسبوك، أو المحادثات التلفونية أو سكايب أو أي شيء آخر حيث يمكنك الحصول على أكثر من طريقين للتواصل».

ختام القول أن وسيلة تويتر للتواصل السياسي لما بين قادة العالم من جهة، ولما بين القادة والشعوب من جهة أخرى هي مجرد وسيلة مكملة أو تجميلية لوسائل أكثر حيوية للتفاعل في شبكات التواصل الاجتماعي والسياسي.. ورغم أن تغريدات تويتر تستمر في الزيادة المتصاعدة يومياً، فإن تأثيرها هو لأحداث تفصيلية فاقعة سريعة التغير، لا تؤثر في سياق الدبلوماسية التقليدية، ناهيك عن التفاهم في اختلاف المصالح بين الدول.. إنها فقاعات لها ضجيج لحظي مفرقع.. أليس هذا ما يبحث عنه السياسي؟ تويتر نموذج الفقاعة اللحظية، سريعة التأثير سريعة الزوال!

alhebib@yahoo.com
 

زعماء العالم يُتوْتِرون
د.عبد الرحمن الحبيب

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظارسل هذا الخبر لصديقك 

 
 
 
للاتصال بناخدمات الجزيرةالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة