لم يترك الله تعالى لعباده أي أمر من أمور دينهم ودنياهم إلا وبيَنه في كتابه الكريم، أو في سنة رسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم- ومن ذلك موضوع الأكل والشرب، حيث أمر الرب سبحانه جل شأنه، ورسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بالاقتصاد وعدم الإسراف, ثم يبين لنا هذا الرسول الكريم آداب الطعام، والتي منها التسمية في أول الطعام والحمد في آخره، و كذلك كيفية الأكل باليمين، ومما يلي الشخص وبالقدر الذي حدده الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي يعلمه أغلب المسلمين.
لكن المشاهد لحال كثير منا فيما يتعلق بالطعام والشراب لا يتوافق مع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى، ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام. حيث نرى الإسراف الكثير في كميات الطعام والشراب وعدم التقيد بالشرع في تناوله والاستفادة مما يتبقى منه، وهذا تصرف لا يرضى الله تعالى ويخشى من عواقبه، أعاذنا الله وإياكم. وفي هذا الصدد، أعجبني منظر شاهدته في أحد مطاعم مكة المكرمة لأحد الإخوة المقيمين العرب، الذي حضر مع زميل له وتناولا وجبة الغداء، وبعد الانتهاء طلب من عامل المطعم إحضار أوان لحفظ باقي الأكل، وقام مع العامل بتغليف الأكل المتبقي بصورة جيدة وأخذه معه.
ولشدة فرحي وإعجابي من ذلك التصرف تقدمت إليه وشكرته ودعوت له على حفظه للنعمة وحسن ذلك التصرف، فأخبرني بأنه يقوم بذلك لحفظ النعمة وسيقدمه لعامل محتاج لديهم في السكن.
فهل يراجع كل واحد منا آلية تعامله مع النعم المختلفة التي تترى علينا بفضل من الله وحمده.
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه.
الطائف