يا عيد .. ينتابني في صبحك الخجل
وكم تمنيت لو يختارني الأجل ..؟!
تجيء - يا عيد - والأحداث حامية
كأننا .. في جحيم صار يشتعل ..!
تجيء - يا عيد - والأحداث دامية
فينا .. وجزارنا المستأسد الخبل
الله - يا عيد - كم عشناك في فرح
واليوم تأتي - وفينا الموت ينتشل
كل ابتساماتنا - في عيدنا - انطفأت
ونحن نبكي - على الموتى - ونبتهل
وكل أفراحنا - في عيدنا - انقلبت
إلى مآتم .. فيها الحزن يحتفل .. !
يا عيد ( عود ) فما في أرضنا فرح
ونحن نبغي على بعض .. ، ونقتتل
كنا نباهي - بك - الأيام .. نجعلها
مثل المطايا .. ببشرى العيد تنتقل
كنا نناديك ..، كي تأتي ببهجتنا
واليوم ندعو متى تنأى وترتحل ..؟!
ربيعنا صار حربا - بين إخوتنا
والطامعون إلى أعتابنا وصلوا .. !
في نهجنا خلل .. ألقى بأمتنا
في الفخ - ليلا - وفي تفكيرنا خلل
الجاهلية عادت - في مرابعنا
تجر أذيالها - تعدو ، وتجتول ..؟!
هذا (أساف) ، وهذا وجه (نائلة)
وذي (مناة) - يناجي طيفها (هبل)
الطائفيات .. شبت نار فتنتها
وحرب (داحس والغبراء) تشتغل ..!
يا عيد .. عد، لم يعد في الصدر متسع
لفرحة العيد ..، والأحزان تعتمل ..!
يا عيد .. عد، لم يعد في القلب متكأ
لبهجة العيد ..، والبركان محتمل ..!
مباهج العيد .. عطلنا منازلها
فما لنا ناقة - فيها - ولا جمل ..؟!
ضاع التسامح - بين الناس قاطبة
أما التطرف .. فهو السيد البطل ..!
يا عيد .. عد، وانتظر حتى تعود لنا
عقولنا .. ، وعن الآثام نغتسل ..!
يا عيد .. عد، وانتظر عاما سنرقبه
لعلنا - فيه - بالأفراح نكتحل ..!
يا عيد - عذراً .. فهذا حال أمتنا
لكن - مع الله - لا يستبعد الأمل
«ولاية فيرمونت الأمريكية»