هي حدائق ذات بهجة يعرف قيمتها من يحصل على بطاقة الدخول إليها ويتجول في أرجائها من خميلة إلى خميلة ومن روضة إلى روضة. حدائق خير لا ينقطع، وفضل لا يمتنع من طالبيه الساعين إليه سعي المتلهفين، المتشوفين إليه تشوف المشتاقين.
إن بطاقة الدخول إلى هذه الحدائق ذات البهجة في متناول كل مقبل إليها حريص عليها إنها الرغبة وصدق التوجه فمن رغب وتوجه وجد أبوابها مفتوحة تستقبل الراغبين وترحب بالمقبلين (ياباغي الخير أقبل وياباغي الشر أدبر ) إنها حدائق عشر تجري فيها أنهار الخير وتتفجر فيها ينابيع المغفرة والرحمة وتمتد فيها ظلال الطاعة والصيام والقيام وتورق فيها أغصان شجرة القرآن الكريم المباركة المحفوفة برعاية الله وحفظه.
حدائق العشر الأواخر من رمضان التي تتسع فيها دائرة الخير وتنفسح فيها طرقات الفضل العظيم لأن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فهي فرصة لمن ثابر منذ بداية الشهر أن يزيد مثابرة حتى يصل إلى آخر المضمار وهي فرصة لمن قصر في بداية الشهر أن يعوض ما كان من التقصير في أيام كالحدائق الغناء ثبت فضلها وتأكدت قيمتها عند الله سبحانه وتعالى، ولذلك كان أتقى الناس وأعبدهم لله رسولنا عليه الصلاة والسلام إذا لاحت له حدائق العشر الأواخر أسرع إليها وحث أهله على الإقبال عليها وشد مئزره وأيقظ أهله وأصبح في الصدقة والفضل والعطاء كالريح المرسلة التي لا تجلب إلا الخير والخصب والنماء.
حدائق العشر الأواخر من رمضان؛ ما أجملها وأحسن منظرها وأطيب نشرها وأصفى منبعها ونهرها.
إن من الناس من يبدأ شهره متحمسا، مقبلا على الصيام والقيام فإذا قطع في مضمار الخير نصف شوطه أو ثلثيه بدأ التراخي، وهنا مكمن الضعف عند هؤلاء فثلث الشهر الأخير جدير بأن يتضاعف فيه الجهد حتى لا يخسر ما فيه من الأجر العظيم وحتى لا يختتم الشهر بغير ما افتتحه به من الجد والمثابرة فيكون في ذلك مثل الطالب المجد في أول عام دراسته فإذا اقترب العام من نهايته تراخى وتكاسل فخسر بذلك الجولتين.
عشر حدائق يفتح لنا رمضان أبوابها فطوبى للداخلين.
إشارة.... هذي حدائق شهرنا العشر ÷ في ظلها يتعاظم الأجر.