أعلنت لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة بأن القوات الحكومية السورية والشبيحة مسؤولون عن جرائم ضد الإنسانية، وكان من ضمن هذا التقرير الاستدلال بمجزرة الحولة. مجزرة الحولة التي حدثت قبل ثلاثة أشهر، ورغم أن هذه الأحداث كانت تتكرر وبوتيرة ثابتة لأكثر من سنة وأشهر، إلا أننا رأينا أنه عزّ على الضمير العالمي التصريح بذلك، حتى المراقبين الدوليين الذين وجدوا لهذا الغرض تمنعوا عن ذكر حقائق المجازر والانتهاكات لدرجة أن أحداث الحولة وما تلاها من تصريحات المراقبين الدوليين أعطت انطباعا لدى الرأي العالمي أن الذي حصل محير وغير واضح الجرم فيه، وكأن الامر مشكوك فيه من حيث مسببات الموت لدى الضحايا، كنت بعد رأي المراقبين الدوليين هذا بعد المجزرة أعتقد بضبابية الوضع، ليس شكا في وحشية النظام وشبيحته، ولكن اعتقدت أن الجريمة نفذت بدهاء ومكر للدرجة التي احتار فيها مراقبو الامم المتحدة، عيون الضمير العالمي على الأرض في مكان المعارك، رغم أن مجزرة الحولة كانت بعد سنة من الجرائم اليومية.
انا لست من الذين يعتقدون بالمؤامرة والشك في الآخر، لكن أن يأتي تقرير لجنة التحقيق الدولية ليؤكد ما نراه ونسمعه حول جرائم الانسانية جعلني أشك في منظمة الأمم المتحدة ذاتها، فلماذا تأخرت في ذكرها للحقائق لما بعد سنة ونصف؟. ولماذا لم تتصرف تحت أي غطاء مهما كان هذا الغطاء لإنقاذ المدنيين؟. وكيف لنا أن نصدق آراء هذه المنظمة ونحن نرى تناقضاتها مع قضايانا؟
كل الأحداث التي حصلت للشعب السوري تؤكد ان الغرب ومعهم أمريكا لم يكن لديهم النية الصادقة والجادة لإنقاذ الشعب السوري، ولا المجازفة بالدخول في عداءات لا تساوي في نظرهم أرواح آلاف البشر. ومن الجانب الآخر صدقت الصين وروسيا أن الغرب وأمريكا أحجمت تخوفا منهما. وفي النتيجة نرى غيبوبة الضمير العالمي هذه.
خاص الجزيرة