سلو العيدَ عني أو سلوني عن العيدِ
فمن لحنه لحني ومن عوده عودي
فإني وإياه أليفانِ طالما
عزفنا معاً أنشودةَ المجد والجودِ
نديمانِ يغريني وأغريه والهوى
يروح ويغدو بيننا غير مردودِ
وحيدانِ إلا من رؤىً عبقرية
بها سحره يوحي فتشدو أغاريدي
سميرانِ والآمال يهفو جناحها
سمواً بنا في عالم غير محدودِ
نجيانِ والأحلام تختال غيدها
وأشواقنا مياسة القدّ والجيدِ
طويت وإياه الليالي كأنها
من المسك حسناً أو من الند والعودِ
وشِمْتُ وإياه الأماني كأنها
خدود العذارى أو أزاهير أملودِ
وجُزت وإياه الشباب كأنه
أغاريدُ طير في شماريخ عنقودِ
فهل ما يزال العيد شرخاً شبابه
كعهدي به أم شاب كالشيب في فودي
وهل ما يزال العيد يصبو فؤاده
صبوّ فؤادي للأهازيج والغيدِ
أجل إنه ما زال شرخاً ولم تزل
بفيّ القوافي من مزامير داوودِ
أفيضُ بها فيض الينابيع شادياً
فتهتزُّ أعطاف الحواضر والبيدِ
وأسكب في أزهارها قطرة الندى
وعطر الشذى من كل لحن وتغريدِ
وأنفث في فيها الترانيم حلوة
كسجع القماري في فنون وتجديدِ
محمد علي السنوسي